لا أوهام إسرائيلية: حزب الله لن يرفع الراية البيضاء
يحيى دبوق
لا خلاف في إسرائيل على أن الحرب على الجبهة الشمالية، مع سوريا أو مع لبنان، أو كليهما معاً، واقعة لا محالة. تطورات الساحة السورية وما يجري في لبنان، يشيران، من منظور إسرائيلي، إلى إمكانات مرتفعة للتدهور الأمني، وصولاً إلى المواجهة الشاملة. لكن ماذا عن استعدادات إسرائيل وجاهزيتها؟ وكيف ستخوض الحرب؟ وما هي الأهداف المرسومة والممكن تحقيقها؟
أسئلة حاولت صحيفة يديعوت أحرونوت الإجابة عنها، عبر عرض السجالات والتقديرات المختلفة لدى المؤسسة العسكرية، والجدل الدائر بين سلاح الجو والقوات البرية، والأسلوب الأنجع لخوضها.في مستهل تقريرها، حذرت الصحيفة من أنه لا حافزية لدى إسرائيل لخوض الحرب. لكنها أكدت، نقلاً عن مصادر عسكرية، أن التهديد موجود، ويتعاظم و«لدى المؤسسة الأمنية فرضية تتركز على أن المواجهة العسكرية شمالاً، ستندلع في المدى المنظور، سواء مع حزب الله، أو مع المنظمات الإرهابية التي ستثبّت نفسها لاحقاً في سوريا، أو كليهما معاً»
.تضيف الصحيفة، أن «الحرب المفترضة توجب توفير ردّ سريع وقاسٍ، يختلف تماماً عن الحروب الماضية، الأمر الذي يثير جدالاً وسجالات بين سلاحي الجو والبر، حول السبل الكفيلة بخوض الحرب والانتصار فيها».وتكشف الصحيفة أن الجدل برز، خلال تدريب قيادي أجرته أركان المنطقة الشمالية في الجيش، قبل بضعة أسابيع، وتحديداً بين سلاحي البر والجو. أما خلاصة الفرضيتين، فعرضتها الصحيفة على النحو الآتي:يقارن سلاح البر، ما بين التهديد الشمالي من حزب الله، والتهديد الجنوبي من قطاع غزة، ويرى أوجُه شبه بينهما، رغم الاختلاف؛ إذ إن «تهديد كلا الجانبين موجه للجبهة الداخلية وللسكان المدنيين وللجنود، لكن من ناحية حزب الله، فإن تهديده أكبر بكثير، وإذا كانت إسرائيل قد تلقت خلال عملية العسكرية الأخيرة في قطاع غزة 1500 صاروخ، إلا أنها ستتلقى من حزب الله نفس عدد الصواريخ، لكن في كل يوم من أيام الحرب المقبلة، مع التأكيد أن حجم تدمير هذه الصواريخ سيكون كبيراً جداً».وتؤكد فرضية عمل سلاح البر أن الاستناد فقط إلى «المعلومات الاستخبارية الدقيقة، وقدرة سلاح الجو الممتازة، غير صحيح؛ إذ هذه التوليفة لا تستطيع أن توقف إطلاق الصواريخ»، مشيرة إلى ضرورة إدخال القوات البرية إلى الأراضي اللبنانية. ويشدد أصحاب «البزات الخضراء»، على أنه خلافاً لغزة، فإن الشأن اللبناني يتشعب في اتجاهات عديدة، و«يمكن أن تنشب مواجهة عسكرية لأسباب مختلفة، من بينها إيران وبرنامجها النووي، وسوريا والحرب الأهلية ومستودعات السلاح فيها، إضافة إلى تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية ضد مصالح وأهداف إسرائيلية حول العالم، من شأنها أن تؤثر في أصحاب القرار في إسرائيل»
.أما لجهة التدريبات والاستعداد للحرب، فتنقل الصحيفة عن مصادر سلاح البر تأكيدها أن «القوات الإسرائيلية تتدرب بنحو متواصل، وتحاكي تدريباتها ظروف الحرب الحقيقية»، مشيرة إلى أنه «في حرب 2006، كانت أكثر الصواريخ من الجانب اللبناني موزعة في مناطق وأراضٍ مفتوحة خارج المناطق المبنية، أما الآن فهي موجودة داخل القرى». استعداداً لمواجهة مبنية على هذه الوقائع، «تتدرب القوات البرية على المبادرة إلى عمل عسكري سريع يكون أكثر عنفاً لاجتثاث التهديد من داخل القرى»
.مع ذلك، يحذر سلاح البر من رفع سقف التوقعات، ويؤكد أن «المهمة لن تكون احتلال لبنان أو القضاء على حزب الله، بل التركيز فقط على شلّ قدرته الصاروخية، وإصابة مقاتليه، ومن ثم الخروج سريعاً وبنحو آمن».أما لجهة أصحاب «البزات الزرق»، فيتحدثون بمفاهيم مغايرة، ويبدون ثقة كبيرة بما لديهم من قدرات، على خوض الحرب المقبلة مع حزب الله، محذرين من إقحام سلاح البر في الشمال، ذلك أن «الأميركيين عندما اجتاحوا العراق قضوا على السلاح العراقي هناك، الأمر الذي لم يحدث في سوريا ولن يحدث، وبالتالي فإن منظومات السلاح السوري الضخمة ستصل إلى المنظمات الإرهابية في الشمال».وتشدد فرضية عمل سلاح الجو على «تغيير حاد في بناء القوة وتشغيلها في الميدان، قياساً بالحرب الماضية، والتوفيق ما بين المعلومات الاستخبارية وقدرة سلاح الجو على الضرب ضرباً واسعاً ومتكرراً، لهزيمة حزب الله». وبحسب مصادر السلاح، فإن «قيادة الجيش الإسرائيلي غير قادرة على إدراك ما يمكن الوسائل القتالية الجديدة أن تحققه، أو أن تلحق الهزيمة سريعاً بحزب الله»
.مع ذلك، يوافق سلاح الجو على المحذور الذي دعا إليه سلاح البر؛ إذ «لا يمكن الحديث عن استسلام حزب الله، أو دفعه لرفع الراية البيضاء، بل يمكن التأكيد أنه هو من سيطلق الرشقات الأخيرة (من الصواريخ)، لكنه سيلتزم، في اليوم الذي يلي، وقفَ إطلاق النار».وتؤكد مصادر سلاح الجو أنه في حال نشوب المواجهة، «سنطلب من السكان المدنيين الخروج من القرى (في لبنان)، والبدء سريعاً بالهجوم على الأهداف داخلها، على أن تتزايد الهجمات مع استمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل». وتشير إلى «إمكان المبادرة إلى ضرب بنى تحتية في لبنان، يمكن أن تساعد الطرف الثاني على القتال، لكن يجب عدم استهداف محطة توليد كهرباء يكلف بناؤها مليارات الدولارات، بل يمكن إسقاط ثلاثة أعمدة ناقلة للطاقة، والتسبب بإيقافها».ويؤكد قادة سلاح الجو أن الحرب ستشهد «ضربة قوية جداً من جانب إسرائيل، على أن توقف هجومها لاحقاً، دون اتفاق لوقف إطلاق النار. أما الطرف الثاني، فسيطلق شيئاً قليلاً من الصواريخ ويكف عن المتابعة، لأننا سنعلن له مسبقاً أننا في الوجبة الثانية من القصف، سنكون أكثر عنفاً وقسوة بكثير من الهجوم الأول».أما الصحيفة، فتخلص إلى التأكيد أن الجدال لم ينته، وما زال قائماً، والجهة التي ستحسمه هي المؤسسة السياسية، مع بدء الحرب، إلا أن الصحيفة تنبّه إلى أن الجميع يدرك سلفاً، أن عدم نجاح سلاح الجو في فرضياته، سيعني دخولاً برياً لا مفر منه، وتتساءل، كما مصادر سلاح الجو: هل نريد فعلاً إدخال الجنود الإسرائيليين إلى بيروت؟ أم إلى بنت جبيل؟ علماً أن حزب الله سيطلق صواريخه من وسط لبنان ومن شماله، وهذه الأماكن لن يصل إليها إلا سلاح الجو؟».
أسئلة حاولت صحيفة يديعوت أحرونوت الإجابة عنها، عبر عرض السجالات والتقديرات المختلفة لدى المؤسسة العسكرية، والجدل الدائر بين سلاح الجو والقوات البرية، والأسلوب الأنجع لخوضها.في مستهل تقريرها، حذرت الصحيفة من أنه لا حافزية لدى إسرائيل لخوض الحرب. لكنها أكدت، نقلاً عن مصادر عسكرية، أن التهديد موجود، ويتعاظم و«لدى المؤسسة الأمنية فرضية تتركز على أن المواجهة العسكرية شمالاً، ستندلع في المدى المنظور، سواء مع حزب الله، أو مع المنظمات الإرهابية التي ستثبّت نفسها لاحقاً في سوريا، أو كليهما معاً»
.تضيف الصحيفة، أن «الحرب المفترضة توجب توفير ردّ سريع وقاسٍ، يختلف تماماً عن الحروب الماضية، الأمر الذي يثير جدالاً وسجالات بين سلاحي الجو والبر، حول السبل الكفيلة بخوض الحرب والانتصار فيها».وتكشف الصحيفة أن الجدل برز، خلال تدريب قيادي أجرته أركان المنطقة الشمالية في الجيش، قبل بضعة أسابيع، وتحديداً بين سلاحي البر والجو. أما خلاصة الفرضيتين، فعرضتها الصحيفة على النحو الآتي:يقارن سلاح البر، ما بين التهديد الشمالي من حزب الله، والتهديد الجنوبي من قطاع غزة، ويرى أوجُه شبه بينهما، رغم الاختلاف؛ إذ إن «تهديد كلا الجانبين موجه للجبهة الداخلية وللسكان المدنيين وللجنود، لكن من ناحية حزب الله، فإن تهديده أكبر بكثير، وإذا كانت إسرائيل قد تلقت خلال عملية العسكرية الأخيرة في قطاع غزة 1500 صاروخ، إلا أنها ستتلقى من حزب الله نفس عدد الصواريخ، لكن في كل يوم من أيام الحرب المقبلة، مع التأكيد أن حجم تدمير هذه الصواريخ سيكون كبيراً جداً».وتؤكد فرضية عمل سلاح البر أن الاستناد فقط إلى «المعلومات الاستخبارية الدقيقة، وقدرة سلاح الجو الممتازة، غير صحيح؛ إذ هذه التوليفة لا تستطيع أن توقف إطلاق الصواريخ»، مشيرة إلى ضرورة إدخال القوات البرية إلى الأراضي اللبنانية. ويشدد أصحاب «البزات الخضراء»، على أنه خلافاً لغزة، فإن الشأن اللبناني يتشعب في اتجاهات عديدة، و«يمكن أن تنشب مواجهة عسكرية لأسباب مختلفة، من بينها إيران وبرنامجها النووي، وسوريا والحرب الأهلية ومستودعات السلاح فيها، إضافة إلى تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية ضد مصالح وأهداف إسرائيلية حول العالم، من شأنها أن تؤثر في أصحاب القرار في إسرائيل»
.أما لجهة التدريبات والاستعداد للحرب، فتنقل الصحيفة عن مصادر سلاح البر تأكيدها أن «القوات الإسرائيلية تتدرب بنحو متواصل، وتحاكي تدريباتها ظروف الحرب الحقيقية»، مشيرة إلى أنه «في حرب 2006، كانت أكثر الصواريخ من الجانب اللبناني موزعة في مناطق وأراضٍ مفتوحة خارج المناطق المبنية، أما الآن فهي موجودة داخل القرى». استعداداً لمواجهة مبنية على هذه الوقائع، «تتدرب القوات البرية على المبادرة إلى عمل عسكري سريع يكون أكثر عنفاً لاجتثاث التهديد من داخل القرى»
.مع ذلك، يحذر سلاح البر من رفع سقف التوقعات، ويؤكد أن «المهمة لن تكون احتلال لبنان أو القضاء على حزب الله، بل التركيز فقط على شلّ قدرته الصاروخية، وإصابة مقاتليه، ومن ثم الخروج سريعاً وبنحو آمن».أما لجهة أصحاب «البزات الزرق»، فيتحدثون بمفاهيم مغايرة، ويبدون ثقة كبيرة بما لديهم من قدرات، على خوض الحرب المقبلة مع حزب الله، محذرين من إقحام سلاح البر في الشمال، ذلك أن «الأميركيين عندما اجتاحوا العراق قضوا على السلاح العراقي هناك، الأمر الذي لم يحدث في سوريا ولن يحدث، وبالتالي فإن منظومات السلاح السوري الضخمة ستصل إلى المنظمات الإرهابية في الشمال».وتشدد فرضية عمل سلاح الجو على «تغيير حاد في بناء القوة وتشغيلها في الميدان، قياساً بالحرب الماضية، والتوفيق ما بين المعلومات الاستخبارية وقدرة سلاح الجو على الضرب ضرباً واسعاً ومتكرراً، لهزيمة حزب الله». وبحسب مصادر السلاح، فإن «قيادة الجيش الإسرائيلي غير قادرة على إدراك ما يمكن الوسائل القتالية الجديدة أن تحققه، أو أن تلحق الهزيمة سريعاً بحزب الله»
.مع ذلك، يوافق سلاح الجو على المحذور الذي دعا إليه سلاح البر؛ إذ «لا يمكن الحديث عن استسلام حزب الله، أو دفعه لرفع الراية البيضاء، بل يمكن التأكيد أنه هو من سيطلق الرشقات الأخيرة (من الصواريخ)، لكنه سيلتزم، في اليوم الذي يلي، وقفَ إطلاق النار».وتؤكد مصادر سلاح الجو أنه في حال نشوب المواجهة، «سنطلب من السكان المدنيين الخروج من القرى (في لبنان)، والبدء سريعاً بالهجوم على الأهداف داخلها، على أن تتزايد الهجمات مع استمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل». وتشير إلى «إمكان المبادرة إلى ضرب بنى تحتية في لبنان، يمكن أن تساعد الطرف الثاني على القتال، لكن يجب عدم استهداف محطة توليد كهرباء يكلف بناؤها مليارات الدولارات، بل يمكن إسقاط ثلاثة أعمدة ناقلة للطاقة، والتسبب بإيقافها».ويؤكد قادة سلاح الجو أن الحرب ستشهد «ضربة قوية جداً من جانب إسرائيل، على أن توقف هجومها لاحقاً، دون اتفاق لوقف إطلاق النار. أما الطرف الثاني، فسيطلق شيئاً قليلاً من الصواريخ ويكف عن المتابعة، لأننا سنعلن له مسبقاً أننا في الوجبة الثانية من القصف، سنكون أكثر عنفاً وقسوة بكثير من الهجوم الأول».أما الصحيفة، فتخلص إلى التأكيد أن الجدال لم ينته، وما زال قائماً، والجهة التي ستحسمه هي المؤسسة السياسية، مع بدء الحرب، إلا أن الصحيفة تنبّه إلى أن الجميع يدرك سلفاً، أن عدم نجاح سلاح الجو في فرضياته، سيعني دخولاً برياً لا مفر منه، وتتساءل، كما مصادر سلاح الجو: هل نريد فعلاً إدخال الجنود الإسرائيليين إلى بيروت؟ أم إلى بنت جبيل؟ علماً أن حزب الله سيطلق صواريخه من وسط لبنان ومن شماله، وهذه الأماكن لن يصل إليها إلا سلاح الجو؟».
خشية إسرائيلية من مزارع شبعا بحرية
طالب رئيس أركان سلاح البحرية الإسرائيلي، العميد يارون ليفي، في حديث خاص مع صحيفة «إسرائيل اليوم»، بضرورة الابتعاد عن النزاع مع لبنان على حقول الغاز والنفط في عرض البحر المتوسط. وفي إطار وصفه للنزاعات القائمة على الحقول والمناطق الاقتصادية الخاصة لفلسطين المحتلة والدول المجاورة لها، قلل ليفي من حجم النزاع القائم على حدود المنطقة الاقتصادية مع لبنان، مشيراً إلى أنّ «لدينا مع الدولة اللبنانية جدلاً صغيراً يتعلق بعدد من الدرجات في الزاوية القائمة بين منطقتنا ومنطقتهم، إلى الشمال الشرقي من الحدود البحرية»، داعياً إلى تفادي أي احتكاك مع الجانب اللبناني من أجل الحؤول دون التسبب بإنشاء «مزارع شبعا جديدة» في عرض البحر مع لبنان. وأضاف: «أنا أوصي بالامتناع عن إنشاء نقاط تنقيب على الحدود» في تلك المنطقة.وحذّر ليفي من أن التهديدات التي تواجه منشآت التنقيب الإسرائيلية يمكن اختصارها بالآتي: «قوارب مفخخة وسفن صدم، وصواريخ من أنواع مختلفة، وبعضها متطور مثل صواريخ ياخونت روسي الصنع، كذلك يمكن إصابة المنشأة البحرية من تحت الماء بواسطة ألغام عمق أو غواصين، ويمكن إصابتها من الجو». وأشار ليفي إلى أن «خطر أي عملية إرهابية ناجحة ضد منشأة تنقيب إسرائيلية، لا يقتصر على الخسائر المادية المباشرة، أو رفع رسوم التأمين التي تهدد الجدوى الاقتصادية للتنقيب عن الطاقة، بل قد يؤدي إلى امتناع شركات دولية عن المجيء للاستثمار في إسرائيل».
الاخبار
طيلة الفترة السابقة، كان هناك نوع من الإجماع بين القوى الدولية على تجنيب لبنان الإنزلاق نحو المجهول الذي تعيشه بعض الدول الإقليمية، وهذا الموقف كان يعبّر السفراء عنه بشكل دائم، ولكن الضغوطات الجديدة في ملفات داخلية بدأت تثير العديد من التساؤلات.
وفي هذا السياق، يوضح الكاتب والمحلل السياسي سيمون أبو فاضل أن هناك نوعين من "المظلات" في لبنان، الأول يتعلق بالمواقف الدولية التي تشدد على عدم إتخاذ مواقف من الأزمة السورية تؤدي إلى "إحتكاكات" على الأرض، أما الثاني فهو بسبب واقع سياسي أمني داخلي حيث أن الفريق الذي له القدرة على تفجير الوضع ليس له مصلحة في ذلك، لأنه منشغل في مواضيع أخرى، لا سيما الوضع الميداني في سوريا، وهو بالتالي غير مستعد للذهاب نحو أي حدث داخلي، بالإضافة إلى أن الوضع القائم يختلف عن العام 2008 على أكثر من صعيد.
في الجهة المقابلة، يرى الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر أن الوضع في لبنان لم يعد بحاجة إلى "مظلة" من قبل أي جهة، لأن الجميع يعلم أن تفجير الوضع قد يطيح في كل المعادلات القائمة، ويراهن على وعي اللبنانيين وحدهم لمنع الإنزلاق في هذه المعادلات لأن الجميع ذاهب نحو الإنفجار.
ويشدد عبد الساتر، عبر "النشرة"، على أن الحل الوحيد هو أعطاء الدولة الضوء الأخضر للمؤسسات الرسمية لمعالجة كل الحالات الشاذة، لأن من الواضح أن هناك من يريد أن يجر فريقاً معيناً إلى المواجهة، ويعتبر أن التصريح الأهم حول حقيقة ما يجري في المنطقة صدر عن رئيس الوزراء العراقي نوري الدين المالكي، الذي أكد أن كل الأمور مرتبطة بالأوضاع في سوريا، وإنهيار الدولة هناك سيؤدي إلى إنفجارات كبيرة جداً في المنطقة.
لا إنفجار...
على صعيد متصل، لا يرى عبد الساتر أن الضغوط التي تمارس من قبل العديد من الجهات الإقليمية والدولية كافية لتفجير الأوضاع الداخلية، فهو يعتبر أن الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بقوى محلية لا تريد الوصول إلى هذه المرحلة.
ويشدد عبد الساتر على أن مواقف الدول الخليجية تعبّر عن سياسة "إبتزاز" تمارس ضد الدولة اللبنانية منذ سنوات طويلة، لا سيما بعد خروج رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ويلفت إلى أن هناك العديد من الأمثلة التي تؤكد هذه السياسة، ويرى أن هناك "رعونة" لبنانية في مواجهة هذه السياسة، ويستغرب في هذا الإطار الهجوم على وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور بسبب موقفه في الجامعة العربية.
من جانبه، يرى أبو فاضل، في حديث لـ"النشرة"، أن لا مصلحة لأحد بالذهاب نحو حالة من عدم الإستقرار، حيث يشير إلى أن الحالة السلفية تبحث عن تأكيد حضورها، و"حزب الله" ليس لديه أي دافع للقيام بأي عمل.
وبالنسبة إلى تصريح السفيرة الأميركية مورا كونيللي المتعلق بموضوع الإنتخابات النيابية، يشير أبو فاضل إلى أنه يعود إلى موقف بلادها التي تأخذ على عاتقها من زمن الحفاظ على الديمقراطية في المنطقة، لا سيما في لبنان، ويرى أن البعض يريد أن يستغل هذا التصريح من ناحية القول أنه تدخل في الشؤون الداخلية، لكنه يؤكد أنه ليس الأول من نوعه، وقد كانت هناك تصريحات عديدة في السابق من أكثر من مسؤول دولي.
وفي ما يتعلق بالتهديدات الخليجية، يوافق عبد الساتر على أنها تعود إلى فترة خروج الحريري من السلطة بسبب مواقف هذه الدول المتضامنة معه وتطور الموقف بسبب الأحداث السورية، لكنه يشدد على أن معاقبة المواطنين اللبنانين المتواجدين في هذه الدول الذين يبحثون عن لقمة عيشهم أمر غير مقبول.
النشرة
أوقات الشام
ماهر الخطيب
ما بين التحذيرات الخليجية التي تبلغ بها العديد من المسؤولين اللبنانيين، والتهديدات بطرد اللبنانيين من هذه الدول، والمواقف الدولية المحذرة في بعض الأحيان والمهددة في أحيان أخرى، هناك سؤال جوهري يطرح بقوة في الأيام الأخيرة حول وجود قرار بتفجير الأوضاع الداخلية المأزومة على أكثر من صعيد.
على مدى الأشهر السابقة، كانت هناك معادلة يتم الحديث عنها بشكل يومي، تتعلق بما يسمى "المظلة" الدولية الحامية للإستقرار في لبنان، فهل هي باقية، وهل تكفي لحماية لبنان من الإنزلاق نحو المجهول؟
"المظلة" الدولية
على مدى الأشهر السابقة، كانت هناك معادلة يتم الحديث عنها بشكل يومي، تتعلق بما يسمى "المظلة" الدولية الحامية للإستقرار في لبنان، فهل هي باقية، وهل تكفي لحماية لبنان من الإنزلاق نحو المجهول؟
"المظلة" الدولية
طيلة الفترة السابقة، كان هناك نوع من الإجماع بين القوى الدولية على تجنيب لبنان الإنزلاق نحو المجهول الذي تعيشه بعض الدول الإقليمية، وهذا الموقف كان يعبّر السفراء عنه بشكل دائم، ولكن الضغوطات الجديدة في ملفات داخلية بدأت تثير العديد من التساؤلات.
وفي هذا السياق، يوضح الكاتب والمحلل السياسي سيمون أبو فاضل أن هناك نوعين من "المظلات" في لبنان، الأول يتعلق بالمواقف الدولية التي تشدد على عدم إتخاذ مواقف من الأزمة السورية تؤدي إلى "إحتكاكات" على الأرض، أما الثاني فهو بسبب واقع سياسي أمني داخلي حيث أن الفريق الذي له القدرة على تفجير الوضع ليس له مصلحة في ذلك، لأنه منشغل في مواضيع أخرى، لا سيما الوضع الميداني في سوريا، وهو بالتالي غير مستعد للذهاب نحو أي حدث داخلي، بالإضافة إلى أن الوضع القائم يختلف عن العام 2008 على أكثر من صعيد.
في الجهة المقابلة، يرى الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر أن الوضع في لبنان لم يعد بحاجة إلى "مظلة" من قبل أي جهة، لأن الجميع يعلم أن تفجير الوضع قد يطيح في كل المعادلات القائمة، ويراهن على وعي اللبنانيين وحدهم لمنع الإنزلاق في هذه المعادلات لأن الجميع ذاهب نحو الإنفجار.
ويشدد عبد الساتر، عبر "النشرة"، على أن الحل الوحيد هو أعطاء الدولة الضوء الأخضر للمؤسسات الرسمية لمعالجة كل الحالات الشاذة، لأن من الواضح أن هناك من يريد أن يجر فريقاً معيناً إلى المواجهة، ويعتبر أن التصريح الأهم حول حقيقة ما يجري في المنطقة صدر عن رئيس الوزراء العراقي نوري الدين المالكي، الذي أكد أن كل الأمور مرتبطة بالأوضاع في سوريا، وإنهيار الدولة هناك سيؤدي إلى إنفجارات كبيرة جداً في المنطقة.
لا إنفجار...
على صعيد متصل، لا يرى عبد الساتر أن الضغوط التي تمارس من قبل العديد من الجهات الإقليمية والدولية كافية لتفجير الأوضاع الداخلية، فهو يعتبر أن الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بقوى محلية لا تريد الوصول إلى هذه المرحلة.
ويشدد عبد الساتر على أن مواقف الدول الخليجية تعبّر عن سياسة "إبتزاز" تمارس ضد الدولة اللبنانية منذ سنوات طويلة، لا سيما بعد خروج رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ويلفت إلى أن هناك العديد من الأمثلة التي تؤكد هذه السياسة، ويرى أن هناك "رعونة" لبنانية في مواجهة هذه السياسة، ويستغرب في هذا الإطار الهجوم على وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور بسبب موقفه في الجامعة العربية.
من جانبه، يرى أبو فاضل، في حديث لـ"النشرة"، أن لا مصلحة لأحد بالذهاب نحو حالة من عدم الإستقرار، حيث يشير إلى أن الحالة السلفية تبحث عن تأكيد حضورها، و"حزب الله" ليس لديه أي دافع للقيام بأي عمل.
وبالنسبة إلى تصريح السفيرة الأميركية مورا كونيللي المتعلق بموضوع الإنتخابات النيابية، يشير أبو فاضل إلى أنه يعود إلى موقف بلادها التي تأخذ على عاتقها من زمن الحفاظ على الديمقراطية في المنطقة، لا سيما في لبنان، ويرى أن البعض يريد أن يستغل هذا التصريح من ناحية القول أنه تدخل في الشؤون الداخلية، لكنه يؤكد أنه ليس الأول من نوعه، وقد كانت هناك تصريحات عديدة في السابق من أكثر من مسؤول دولي.
وفي ما يتعلق بالتهديدات الخليجية، يوافق عبد الساتر على أنها تعود إلى فترة خروج الحريري من السلطة بسبب مواقف هذه الدول المتضامنة معه وتطور الموقف بسبب الأحداث السورية، لكنه يشدد على أن معاقبة المواطنين اللبنانين المتواجدين في هذه الدول الذين يبحثون عن لقمة عيشهم أمر غير مقبول.
النشرة