ما هو مستقبل حماس بعد عزل مرسي ؟
د.نسيب حطيط
الأربعاء، 17 تموز، 2013
اعتقدت قيادة “حماس” أن العصر الذهبي للحركة قد بدأ مع استلام “الإخوان” للحكم في مصر وتونس، وتقدّمهم في سورية وليبيا، فسارعت إلى إعلان انفصالها عن المحور الثلاثي للمقاومة (سورية وإيران وحزب الله)، وغادرت دمشق للإقامة في قطر، بجوار قاعدة “العيديد” الأميركية والسفارة “الإسرائيلية” في الدوحة!
تصرّفت “حماس” بتسرّع وانفعالية بناءً على حسابات خاطئة ومعلومات نقلتها قيادة “الإخوان” عن اتفاق أميركي – إخواني بضمانة قطرية – تركية، يوحي بأن العصر السياسي للعالم العربي هو عصر “الإخوان” والعداء لإيران وسقوط سورية وحصار حزب الله في لبنان، وعصر معاهدات السلام والعرب والمتحالفين مع “إسرائيل”..
غرقت “حماس” في سكرة الأحلام والأمنيات، وتركت خنادقها وتوجهت نحو فنادقها.. خلعت بدلاتها المرقطة وارتدت بدلاتها الرسمية، وأخذت تتصرف كدولة “عظمى” بإصدار البيانات والمواقف من النظام السوري وحزب الله وإيران، وحتى من روسيا، فارتكبت خطيئة استعجال النتائج والخطط الأميركية، بانية مواقفها على هذا الأساس، مُحرقة كل مراكبها، ومتنكّرة لمن حضنها ودرّبها وموّلها وهرّب إليها السلاح!
بعد سقوط “الإخوان” في مصر وتداعياته على الساحات العربية الأخرى، بما ينذر بسقوط المشروع السياسي لـ”الإخوان”، مترافقاً مع عرقلة المشروع الأميركي وفشله، باتت “حماس” تعيش لحظة مفصلية مأزومة، ومأزقاً سياسياً كبيراً ينذر بعواقب سيئة على مستقبل الحركة والقضية الفلسطينية، خصوصاً أن “الحركة” خسرت من أصدقائها وأكثرت من أعدائها وخصومها، ومن ربحتهم تم عزلهم وسقطوا مع المشروع الأميركي والعربي على أعتاب محور المقاومة،
تصرّفت “حماس” بتسرّع وانفعالية بناءً على حسابات خاطئة ومعلومات نقلتها قيادة “الإخوان” عن اتفاق أميركي – إخواني بضمانة قطرية – تركية، يوحي بأن العصر السياسي للعالم العربي هو عصر “الإخوان” والعداء لإيران وسقوط سورية وحصار حزب الله في لبنان، وعصر معاهدات السلام والعرب “إسرائيل”..
غرقت “حماس” في سكرة الأحلام والأمنيات، وتركت خنادقها وتوجهت نحو فنادقها..
خلعت بدلاتها المرقطة وارتدت بدلاتها الرسمية، وأخذت تتصرف كدولة “عظمى” بإصدار البيانات والمواقف من النظام السوري وحزب الله وإيران، وحتى من روسيا، فارتكبت خطيئة استعجال النتائج والخطط الأميركية، بانية مواقفها على هذا الأساس، مُحرقة كل مراكبها، ومتنكّرة لمن حضنها ودرّبها وموّلها وهرّب إليها السلاح!
بعد سقوط “الإخوان” في مصر وتداعياته على الساحات العربية الأخرى، بما ينذر بسقوط المشروع السياسي لـ”الإخوان”، مترافقاً مع عرقلة المشروع الأميركي وفشله، باتت “حماس” تعيش لحظة مفصلية مأزومة، ومأزقاً سياسياً كبيراً ينذر بعواقب سيئة على مستقبل الحركة والقضية الفلسطينية، خصوصاً أن “الحركة” خسرت من أصدقائها وأكثرت من أعدائها وخصومها، ومن ربحتهم تم عزلهم وسقطوا مع المشروع الأميركي والعربي على أعتاب محور المقاومة، ومن ذلك:
- لم تربح “حماس” الراعي الذهبي لها الممثَّل بالثنائي القطري حمد بن خليفة وحمد بن جاسم، اللذين تم عزلهما بشكل سريع وغير لائق.
- خسرت الشعب المصري بأطيافه المعارضة لانحيازها إلى “الإخوان”، وخسرت الجيش المصري والشرطة، وبادلتهم بـ”الإخوان” والشيخ القرضاوي، الذي لم يهنأ بزيارة غزة، بل ربما كان فأل شؤم عليه عندما قلّم أظافره الرئيس إسماعيل هنية، فتم تقليم أظافره سياسياً ودينياً، بعد أن أُخرج من قطر، فحاصره الأزهر الشريف والشعب المصري.
- لم ينفع “حماس” الثنائي التركي أردوغان – أوغلو، اللذان يهيمان على وجهيهما في ساحات “تقسيم” والساحات التركية الأخرى بحجة قطع شجرتين {ولا تقربا هذه الشجرة..}، وانكشفت سوءاتهما وخداعهما حول الديمقراطية المزيفة، وتراجعا خلف الأسوار التركية، علهما ينجوان من السقوط، وازدادا رعباً بعد سقوط حليفهما الرئيس مرسي.
-خسرت “حماس” حلفاءها الصادقين والميدانيين في سورية ولبنان وإيران وروسيا، وتنازلت عن مستودع السلاح، الذي “ليست بحاجة إليه بعد الآن في فلسطين”، وفق ما صرح به أحد قيادييها عبد العزيز الدويك، الذي قال إن “أولوية إسقاط الرئيس الأسد تتجاوز قضية الجهاد في فلسطين”، ما يعبّر عن إعاقة سياسية وضلال جهادي لم يسبقه إليه أحد،
ومع الأسف لم تستنكر قيادة “حماس”.. فهل هذا يعبّر عن نهج حمساوي جديد؟
نداؤنا إلى الإخوة في “حماس”، الذين لم تسرقهم الفضائيات، والذين يعيشون تحت الحصار والجوع.. نناشدكم أن تعودوا إلى أحضان بنادقكم وتفرّوا من أحضان قطر وتركيا، وأحضان الأحزاب والحركات التي تلتزم باتفاقية كامب ديفيد، والتي تعتبر شيمون بيريز صديقها العزيز والعظيم، ففلسطين لا تحررها الأنظمة المتحالفة مع أميركا، ولا مفكّر مزيّف ومخادع تخرّج من الكنيست “الإسرائيلي”، ولا شيخ موظف عند الأمير، ولا تركي يتحالف “استراتيجياً” مع “إسرائيل”.
حركة “حماس” أمام مفترق تاريخي وفق الخيارات الآتية :
- أن تمعن قياداتها بقراراتها الخاطئة وتنحاز إلى محور الاستسلام العربي لإنهاء القضية الفلسطينية على أعتاب سلطة حكم ذاتي فارغة المضمون والدور.
- العودة إلى خنادقها وحلفائها في محور المقاومة لإكمال المسيرة حتى تحرير فلسطين.
- الانقسام والتشظّي تنظيمياً عبر الانشقاقات بين “حماس” المغتربة في الخارج و”حماس” الجهادية في الداخل والخارج.
مصلحة “حماس” والفلسطينيين الانسحاب من الساحات العربية، وعدم تكرار تجربة تأييد العراق لغزو الكويت، والتي دفع الفلسطينيون ثمنها، وكذلك في لبنان والأردن، والآن تكرر “حماس” تجربة دعم “الإخوان” في مواجهة الشعب المصري، وتواجه السعودية ودول الخليج، التي ستمنع العمالة الفلسطينية بعد تورطهم في سورية ومصر، وخوف الخليجيين من الدور الفلسطيني مستقبلاً.
ماذا لو أمر الأميركيون القيادة القطرية الجديدة بوقف الدعم المالي عن “حماس”؟
ماذا لو ثبت تورّط “حماس” في مصر على المستوى الأمني، خصوصاً في سيناء، وضد الجيش المصري، بعدما تحوّل الرأي العام المصري إلى حاقد وخصم مع “حماس”، وبالتالي مع غزة؟
ماذا لو هُدمت الأنفاق وتشدد المصريون على معبر رفح وعلى إقامة الفلسطينيين في مصر؟ فماذا ستفعل “حماس”؟
حركة “حماس” على أبواب “نكسة” جديدة، فإما أن تضحي بقيادتها التي أخطأت، أو تضيع دماء الشهداء والقضية الفلسطينية، فالأشخاص ليسوا أكبر من القضية، بل في خدمتها، فلتسارع قيادة “حماس” في الخارج للاستقالة أو الاعتزال قبل طردها ومحاكمتها من المقاومين في خنادق غزة.
ويبقى السؤال: أي بلد سيستضيف “حماس” بعد الآن؟ ومن سيأمّن للتحالف مع أي فصيل فلسطيني؟
الثبات