Quantcast
Channel: Respect: SALAM ALQUDS ALAYKUM – سلام القدس عليكم
Viewing all articles
Browse latest Browse all 27504

بريطانيا تستدعي السفير المصري في لندن وتعيدنا بالتاريخ 100 عام إلى الوراء

$
0
0

بريطانيا تستدعي السفير المصري في لندن وتعيدنا بالتاريخ 100 عام إلى الوراء

ما أشبه اليوم بالأمس. واليوم ينطبق القول بأن التاريخ يعيد نفسه، الداعم ذاته، والمخطط ذاته، والأدوات ذاتها منذ قرابة ال 100 عام. الدول العربية اليوم تعاني أكبر هجمة لها من الداخل لم يشهد لها تاريخها مثيل. هجمات امتدت خلال ثلاث سنوات من تونس إلى مصر وليبيا فسورية ثم العراق والعودة مجدداً إلى مصر والقادم أعظم طالما أن هناك من دول الغرب من يظهر لينتقد فض اعتصام عطل الأشغال وكان مركزاً لتجميع السلاح وبث الخراب. ولم يكتفوا بذلك بل استدعت بريطانيا السفير المصري في لندن. وألغت الولايات المتحدة مناورات "النجم الساطع" التي كانت مقررة بين الجيشين الأمريكي والمصري، ناهيك عن التنديد الأوبامي بالعنف الذي قامت به الحكومة المصرية. هذا الدعم المنقطع النظير للإخوان في مصر يذكرنا به التاريخ قبل 100 عام تقريباً وكيف كان التأسيس والدعم وما هي الغاية من ذلك. فبعد الحرب العالمية الأولى أصبحت الحاجة ملحة لكميات ضخمة من النفط، فتوجهت الأنظار البريطانية مباشرة إلى السعودية والعراق وإيران، وكان لا بد من بسط هيمنة تقليدية دينية لضمان مصالحها.
ولذلك بادرت بريطانيا بدعم دعوة "محمد بن عبد الوهاب"، وقد سجل الجاسوس البريطاني "همفر" في مذكراته تفاصيل ذلك الدعم، وتمكنت الحملات الوهابية العسكرية من بسط سيطرتها على مساحات هائلة في الجزيرة العربية بمباركة بريطانية.
إضافة على ذلك الكم الكبير من المساعدات المالية البريطانية التي أغدقت على السعودية منذ عام 1865، لتتعمق الروابط بينهما عام 1899.
لم تقف الأمور عند هذا الحد بل شهد هذا العام 1899 أيضاً ضم بريطانيا للكويت بوصفها محمية. في بدايات القرن العشرين استعان الملك عبدالعزيز بن سعود بمجموعات بدوية مسلحة أطلقت على نفسها اسم "إخوان من أطاع الله" في المعارك التي خاضها من أجل استعادة ملك نجد، وعرف جيشه فيما بعد بجيش "الإخوان" اختصاراً. وفي عام  1912 وصل عدد المقاتلين من الإخوان إلى نحو 11 ألف مقاتل.
وشهد عام 1915 توقيع أول اتفاقية تعاون رسمية بين بريطانيا والسعودية، وذلك عن طريق ضابط بريطاني حمل اسماً مستعاراً هو "وليم شكسبير"، لكنه قُتل في إحدى معارك ابن سعود مع آل رشيد، وإثر مقتل شكسبير ارسلت بريطانيا عميلاً آخر عام 1916، تحول إلى الإسلام واطلق على نفسه اسم عبدالله، واصبح يُعرف باسم "عبدالله فيلبي".
اعترفت بريطانيا عام 1927 باستقلالية المملكة العربية السعودية، وبعد سيطرة ابن سعود على الأماكن المقدسة أرسلت الهند ـ باعتبار أنها دولة تضم عدداً كبيراً من السكان المسلمين ـ وفداً رفيعاً لمقابلة الملك عبدالعزيز في جدة، وطالبت الهند ابن سعود بتسليم الأماكن المقدسة إلى لجنة تتكون من جميع الدول الإسلامية لإدارتها ولكن ابن سعود رفض هذا الطلب، وأقام في العام نفسه مؤتمراً دولياً في مكة لجميع الحكام المسلمين، ليطلعهم على الوضع الجديد في الحجاز.
المهم في الموضوع فقد أرادت بريطانيا فيما بعد محاربة القوى الوطنية التحررية في الدول العربية المستعمرة، فوجدت في الأصولية الإسلامية ضالتها واستخدمت جماعة الإخوان في ذلك.
وفي تلك الفترة قام "حسن البنا" بتأسيس حركة الإخوان المسلمين في مصر عام  1928 بدعم بريطاني مباشر، إذ قامت شركة قناة السويس البريطانية بتمويل "البنا" وجماعته، في خطة وضعتها الاستخبارات البريطانية لتعزيز الأصولية الإسلامية، كما استخدم الملك فاروق الإخوان في محاربة خصومه من الشيوعيين والوطنيين المصريين.

وبفعل السخاء البريطاني في تعزيز الأصولية ازداد عدد أفراد الإخوان ليصل إلى الآلاف في مصر. كما لاقت صدى في القدس ودمشق وعمّان. في عام 1932 انتقل "حسن البنا" إلى القاهرة، ونقل مقره إلى هناك، وعلى مدى 20 عاماً كان ينفذ أجنداته السياسية تحت غطاء إسلامي، واستطاع اختراق مؤسسات عدة بزرع خلايا فيها مثل القصر الملكي والضباط المحافظين في الجيش وحزب الوفد العدو اللدود للإخوان. أما الخطوة الكبرى، فكانت في عام 1936 بتشكيله فرقاً شبه عسكرية، تمت تسميتها بالجوالة أولاً ثم بالكتائب، وكان لها شأن عظيم، لدرجة أن الملك فاروق نفسه كان يستعين بها لحمايته، بل إنه أوكلهم بالترتيبات الأمنية المتعلقة بحفل تنصيبه عام 1937  .وفي خضم الحرب العالمية الثانية قامت جماعة الإخوان بتأسيس جهاز للاستخبارات خاص بها عام 1942، وقد ارتكب هذا الجهاز العديد من الجرائم مثل تنفيذ الاغتيالات وحرق ونهب ممتلكات اليهود المصريين، في خطوة وكأنهم يقدمون هدية لإسرائيل بهروب يهود مصر إلى إسرائيل بحثاً عن الأمان، كما لم يسلم الشيوعيون من هجمات الإخوان، وتمكنوا من اختراق الحركة الشيوعية عام 1944. استطاع حسن البنا تعزيز نفوذه على نطاق واسع داخل مصر وخارجها، وكان يتمتع بعلاقة جيدة مع بعض الحكام العرب وقادة الجيش في مصر، وكان الملك وبريطانيا يباركون أعمال "البنا" نظراً لموافقتها لمصالحهم. اليوم التاريخ يعيد نفسه و"البنا" القرن العشرين ورَث "البنا" القرن الواحد والعشرين حتى يكون المتكئ لبريطانيا والغرب على هذه المنطقة وليشكل الصاعق والفتل لإشعال المنطقة متى يُريدون لتحقيق مصالح غايات يرون أنفسهم بأنهم بحاجتها.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 27504

Trending Articles