↧
سوريا تكسر أحادية أميركا .... أي صاروخ سيفتح باب جهنمسوريا تكسر أحادية أميركا .... أي صاروخ سيفتح باب جهنم
بعد دقائق على خروج الرئيس الاميركي باراك اوباما معلنا انه يريد تنفيذ «ضربة عسكرية محدودة الى سوريا»، ولكنه ينتظر «موافقة الكونغرس»، تنفس عسكريون وامنيون من مواقع قيادية رفيعة جدا في الغرب، الصعداء. لاحظوا ان مبدعي البيت الابيض أوصوا رئيسهم بانه مضطر الى التراجع خطوتين الى الخلف، وان بمقدوره رفض المساعدة الروسية والطرف الاخر، والذهاب نحو الكونغرس الذي سيعطيه السلّم الذي يناسبه للنزول عن الشجرة.
ومرة جديدة، جاء الجواب أكثر احباطا للجانب الاميركي. قال الروس انهم لا يعتقدون ان عملية عسكرية يمكنها ان تفيد في تغيير الوقائع، وحذروا الاميركيين من ان عدوانا سيقلب الطاولة فوق رأس الجميع. اما ايران، فرفضت مبدأ النقاش في ما اسماه الغرب «معاقبة الاسد وتأديبه». وابلغت طهران الوسطاء والموفدين، بان اي عدوان على سوريا يعني فتح معركة واسعة النطاق والمسارح.
بناء على هذا التوجه، تقرر اعلان الاستنفار العام. روسيا اعطت اوامر الى عسكرها الموجود قبالة السواحل السورية بالاستعداد لمواجهة جدية. ايران اعلنت الاستنفار العام لقواتها البحرية والصاروخية وسلاج الجو. الجيش السوري نشط الفرق التي لا تشارك في المواجهات القائمة على الارض. واقام وحزب الله غرفة عمليات ميدانية تمثلت في وضع القوة الصاروخية على اختلافها في حالة جهوزية غير مسبوقة، وترافق ذلك، مع دعوة المقاومة الاسلامية جميع كوادرها وعناصرها الى الالتحاق بمواقعهم، وكان الابرز في كل ما جرى، تفعيل القوة الصاروخية في كل المنطقة.
ومع تسارع كرة الثلج المترددة والخائفة من تدحرج الامور نحو ما لا يحمد عقباه، كان على الادارة الاميركية ايجاد المخرج الآني، اي اتخاذ قرار عاجل بتأجيل الضربة ريثما يصار الى مناقشة المعطيات بطريقة مختلفة واتخاذ القرار النهائي. وفي كل مرة يجد «العالم الحر» حيلته، وهذه المرة استفاق الى «اهمية الانصات الى الرأي العام». هذا الرأي العام الذي لم يعارض كل الجنون في العقود الثلاثة الماضية.
اما اوباما، الذي اعطى لنفسه اجازة لساعات او ايام او اسابيع، فلم يعد يملك ترف المناورة: اما التراجع والذهاب نحو تسوية، واما المغامرة والدخول في حرب واسعة وشاملة لا يستطيع الادعاء بقدرته على التحكم بمصيرها.
↧