Today, we have the man steeped in Arab nationalism calling on a foreign power, well-known for its long record of disastrous imperialist adventures, to bomb a country that symbolizes Arabism.
Just as people across the Arab world were breathing a collective sigh of relief after the postponement of Washington’s attack on Syria, a major political faction in Lebanon was cursing its bad luck, distraught at Barack Obama’s hesitation to let it rip in Damascus.
March 14 could care less by what means the “revolution” succeeds – even if it required strafing the country with napalm. All that matters to the likes of Fouad Siniora is that the regime is toppled, and by any means.
In a letter to Obama published in Foreign Policy magazine on September 10, former Lebanese prime minister and Future Party leader Fouad Siniora appeals to the American president to “step up in Syria.” He writes, “The world – and the West in particular – has a great moral obligation to stop Assad’s hateful campaign.”
This is the same man who started as an accountant for the Hariri family, only to become the kind of minister of finance who refined the art of squeezing the poor to fatten up the rich.
During the July 2006 Israeli war on Lebanon, he cried crocodile tears before the world’s media to “save his country,” while behind the scenes, he was urging the enemy to forge on, as revealed by Wikileaks.
Today, we have the man steeped in Arab nationalism calling on a foreign power, well-known for its long record of disastrous imperialist adventures, to bomb a country that symbolizes Arabism.
He asks Uncle Obama to reconsider his decision not to bomb Syria for the time being. He desperately wants America’s missiles to free the Syrian people, just as they had done in Iraq before it.
“The West ... needs to lead a new process to protect Syria and the broader Arab world from fragmentation,” Siniora writes. “It can do so by supporting the forces of moderation, harnessing the spirit of those Syrian protesters who took to the streets early in the revolution calling for peaceful change.”
He accuses the West of watching the crisis unfold as Russia and Iran arm the regime to the teeth, arguing that the US “has a strategic interest in ending the conflict in Syria” and “the expansion of Iranian hegemony in the region.”
What can we say about such people, if we want to avoid accusations of treason or political suicide? Can this madness be explained by their disappointment at the failure of Uncle Sam to save the day?
Siniora and Co. want war for the sake of peace, and freedom by invasion and occupation. They want to lure America’s military machine, which has torn whole nations apart, in the name of a sham democracy that everyone knows is not possible if it is delivered by way of cruise missiles.
Pierre Abisaab is Vice-Editor of Al-Akhbar. Follow Pierre Abi Saab on Twitter on
This article is an edited translation from the Arabic Edition.
السنيورة مستجدياً أوباما : اضرب سوريا، سيّدي الرئيس..!!?
فيما الشعوب العربيّة، ومعها الرأي العام العالمي، تتنفّس الصعداء، بعدما أزيح كابوس حرب مدمّرة، عن شعوب المنطقة، يقف فريق أساسي في لبنان ليلعن حظّه ويلطم وينوح كالأم الثكلى التي لا يقبل قلبُها عزاءً.
تلك «الأم الحزينة» التي تلقّنت مبادئ «الثورة» في الأمس القريب، على يد المرحوم عمر سليمان، نفد صبرها وهي تنتظر انتصار «الثورة» في البلد الشقيق، هي المفطورة على الإيمان بالديموقراطيّة والعدالة ودولةالمؤسسات والقانون. والنهج «الثوري» لـ 14 آذار ميكيافيلي بامتياز: لا يهمّ الأدوات والوسائل المعتمدة في «النضال» ــ قنابل النابالم مثلاً ـــ المهم أن تنتصر «الثورة» في سوريا.
وقد يكون دولة الرئيس فؤاد السنيورة، في رسالته الموجّهة إلى الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما قبل ثلاثة أيّام على موقع «فورين بوليسي»، أبلغ تعبير عن هذه الحالة الوطنيّة الصاعقة. «اضرب سوريا، سيّدي الرئيس»، يتوسّل رئيس الوزراء اللبناني السابق بلغة العبد الذي يخاطب سيّده، مستحلفاً إيّاه بـ«الواجب الأخلاقي» لأميركا المؤتمنة على سعادة البشريّة!
رغم كل شيء، هناك في لبنان من يتمسّك بصورة إيجابيّة لفؤاد السنيورة. لا نتحدّث عند المحاسب عن آل الحريري الذي صار وزيراً للمال وبنى فلسفته الاقتصاديّة على تجويع الفقراء كي يزداد الأثرياء ثراءً، ولا عن «زعيم الأوبريت» الذي «أبكى العالم» في الأمم المتحدة صيف 2006، داعياً إلى «إنقاذ وطنه»، بينما كان يطالب في الخفاء بتمديد العدوان على لبنان، كما كشفت برقيّات «ويكيليكس»… تفكّر برجل الدولة الذي قد تختلف معه في السياسة، إنّما تبقى تكنّ له الاحترام، باسم قيم وطنيّة وثقافيّة مشتركة، وكشريك في بناء الدولة الحديثة. تفكّر بالسنيورة ذوّاقة الطرب الأصيل، الآتي من ثقافة قوميّة عريقة، وتسأل: كيف لهذا السياسي المحنّك الذي يرفع لواء القوميّة العربيّة، أن يدعو قوّة أجنبيّة، لم تكذّب يوماً صورتها الاستعماريّة، لضرب أرض عربيّة. إنّه يستجدي العم أوباما ـــ بعدما تراجع عن قراره، على الأقل في المدى القريب، باسم مصالحه طبعاً، لا حريّة الشعوب العربيّة ـــ أن يمتطي طائرته الحربيّة ويتبرّع بشهامته المعهودة بتحرير الشعب السوري من نير الاستبداد، كما فعل سلفه مع الشعب العراقي… «على الغرب أن (…) يقود عملية جديدة لحماية سوريا والعالم العربي الأوسع من التشرذم. وبإمكانه أن يفعل ذلك من خلال دعم قوى الاعتدال، وتسخير روح أولئك المتظاهرين السوريين الذين خرجوا إلى الشوارع في ثورة تدعو إلى تغيير سلمي». السنيورة يتحدّث عن «المتظاهرين السلميين»! ويؤكّد أن روسيا وإيران تقدّمان السلاح، فيما الغرب يتفرّج… ويذكّر أوباما بأنّه الـ Sherif القادر على محاسبة الأسد، والولايات المتحدة بأنّها «صاحبة مصلحة استراتيجيّة في إنهاء الصراع في سوريا (…) ووقف الهيمنة الإيرانيّة على المنطقة». وهو على يقين من أن حملة عسكريّة غربيّة إنما «ستحمي العالم العربي الأوسع من التشرذم»…
كيف يمكن أن نصف هذه الرسالة الذليلة إذا شئنا تفادي الكلمات التي تفرّق من نوع «الغباء السياسي» أو «الانتحار الوطني» أو «الخيانة العظمى»؟ هل نلتمس الأعذار لدولة الرئيس ورفاقه «السياديين» في لبنان؟ هل نقول إننا نفهمهم إذ تهاوت كل رهاناتهم على «الحل السحري» الذي تحمله «الرافعة الأميركيّة»، وكانوا يتوقّعون أن يدرّ عليهم انتصارات سياسيّة «عظمى» في الدائرة الضيّقة لمصالحهم وحساباتهم الصغيرة. السنيورة ورفاقه يريدون الحرب من أجل السلام، والحريّة التي يحملها لنا الغزاة. يطالبون بالتدخّل العسكري حرصاً على السلم الأهلي في لبنان والمنطقة. يستجيرون بالجيش الأميركي الذي يهدّد دولاً ومجتمعات وشعوباً بالتمزّق والهجرة والإبادة والفناء، باسم ديموقراطيّة واهية يعرف الجميع أنّها لفظيّة وكاذبة وغير ممكنة على متن الصواريخ المغيرة.
الاخبار
رغم كل شيء، هناك في لبنان من يتمسّك بصورة إيجابيّة لفؤاد السنيورة. لا نتحدّث عند المحاسب عن آل الحريري الذي صار وزيراً للمال وبنى فلسفته الاقتصاديّة على تجويع الفقراء كي يزداد الأثرياء ثراءً، ولا عن «زعيم الأوبريت» الذي «أبكى العالم» في الأمم المتحدة صيف 2006، داعياً إلى «إنقاذ وطنه»، بينما كان يطالب في الخفاء بتمديد العدوان على لبنان، كما كشفت برقيّات «ويكيليكس»… تفكّر برجل الدولة الذي قد تختلف معه في السياسة، إنّما تبقى تكنّ له الاحترام، باسم قيم وطنيّة وثقافيّة مشتركة، وكشريك في بناء الدولة الحديثة. تفكّر بالسنيورة ذوّاقة الطرب الأصيل، الآتي من ثقافة قوميّة عريقة، وتسأل: كيف لهذا السياسي المحنّك الذي يرفع لواء القوميّة العربيّة، أن يدعو قوّة أجنبيّة، لم تكذّب يوماً صورتها الاستعماريّة، لضرب أرض عربيّة. إنّه يستجدي العم أوباما ـــ بعدما تراجع عن قراره، على الأقل في المدى القريب، باسم مصالحه طبعاً، لا حريّة الشعوب العربيّة ـــ أن يمتطي طائرته الحربيّة ويتبرّع بشهامته المعهودة بتحرير الشعب السوري من نير الاستبداد، كما فعل سلفه مع الشعب العراقي… «على الغرب أن (…) يقود عملية جديدة لحماية سوريا والعالم العربي الأوسع من التشرذم. وبإمكانه أن يفعل ذلك من خلال دعم قوى الاعتدال، وتسخير روح أولئك المتظاهرين السوريين الذين خرجوا إلى الشوارع في ثورة تدعو إلى تغيير سلمي». السنيورة يتحدّث عن «المتظاهرين السلميين»! ويؤكّد أن روسيا وإيران تقدّمان السلاح، فيما الغرب يتفرّج… ويذكّر أوباما بأنّه الـ Sherif القادر على محاسبة الأسد، والولايات المتحدة بأنّها «صاحبة مصلحة استراتيجيّة في إنهاء الصراع في سوريا (…) ووقف الهيمنة الإيرانيّة على المنطقة». وهو على يقين من أن حملة عسكريّة غربيّة إنما «ستحمي العالم العربي الأوسع من التشرذم»…
كيف يمكن أن نصف هذه الرسالة الذليلة إذا شئنا تفادي الكلمات التي تفرّق من نوع «الغباء السياسي» أو «الانتحار الوطني» أو «الخيانة العظمى»؟ هل نلتمس الأعذار لدولة الرئيس ورفاقه «السياديين» في لبنان؟ هل نقول إننا نفهمهم إذ تهاوت كل رهاناتهم على «الحل السحري» الذي تحمله «الرافعة الأميركيّة»، وكانوا يتوقّعون أن يدرّ عليهم انتصارات سياسيّة «عظمى» في الدائرة الضيّقة لمصالحهم وحساباتهم الصغيرة. السنيورة ورفاقه يريدون الحرب من أجل السلام، والحريّة التي يحملها لنا الغزاة. يطالبون بالتدخّل العسكري حرصاً على السلم الأهلي في لبنان والمنطقة. يستجيرون بالجيش الأميركي الذي يهدّد دولاً ومجتمعات وشعوباً بالتمزّق والهجرة والإبادة والفناء، باسم ديموقراطيّة واهية يعرف الجميع أنّها لفظيّة وكاذبة وغير ممكنة على متن الصواريخ المغيرة.
الاخبار