 |
السبت، 14 أيلول، 2013
أوقات الشام
سمير الفزاع
تم تأجيل إنعقاد مؤتمر جنيف - 2 منذ عام تقريباً وحتى اليوم ، ولعدة مرات ، لماذا تم التأجيل كلّ هذه المدة ؟ قبل ثلاثة أشهر تقريباً ، ومنذ تطهير القصير أصبح السبب معلناً وواضح للعيان . فبعد أن فشل " أصدقاء الشعب السوري " في إسقاط النظام ، وفي تسليم الدولة السورية لأكثر من أربعة صيغ عميلة تم تصنيعها " صيغة غليون ، وصيغة سيدا ، والخطيب وصبره وهيتو ... " لم يتبق لديهم إلا " إستعادة التوازن على الأرض " . من منّا عاد يذكر " أصدقاء الشعب السوري " ليكتشف مدى تدهور جبهة الأعداء ، ومن منّا عاد يتذكر هذه المقولة المفتاحيّة " إستعادة التوازن على الأرض " ليفهم المشهد ويدرك حجم المأزق ؟ . ألم يقل السيناتور الأمريكي النافذ والصهيوني المتطرف جون ماكين بأن : الشرق الاوسط قد ينهار اذا لم تلتزمه واشنطن مع حلفائها ؟ . ألم يقل وزير الخارجية الاميركي جون كيري إن " أميركا وبريطانيا تركزان على عمل كل ما يمكنهما لدعم المعارضة السورية في تغيير التوازن على الأرض " ؟ ألم يصرخ بأعلى صوته ، وبالحقيقية كاملة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عندما قال : يجب تحقيق إعادة توازن بين القوات السورية والمسلحين ، لأنه في الأسابيع الأخيرة حققت قوات الرئيس بشار الأسد ، وخصوصاً بدعم " حزب الله والإيرانيين " تقدماً هائلاً بواسطة الأسلحة الروسية . وأضاف : في حال لم تحصل إعادة التوازن هذه على الأرض لن يكون هناك مؤتمر سلام في جنيف ، لأن المعارضة لن توافق على الحضور ، في حين ينبغي تحقيق حل سياسي ؟ . ألم يتحدث فابيوس نفسه عن إستحالة الجلوس على طاولة المفاوضات بين طرف قوي جداً وآخر ضعيف جداً لأن نتائج التفاوض ستكون محسومة سلفاً .
بل لنقول أين هو من هدد سوريا بالعدوان إذا تم تجاوز الخطوط الحمر بإستخدام الأسلحة الكيمائية ؟ ألم يقل بأن الحكومة السورية هي من إستخدام الأسلحة الكيمائيّة ، وبأن لديه أدلة كافية على ذلك ؟ أين هي أدلته ، وأي شيء فعله بعد أن تم إنتهاك الخطوط الحمر كما أخبرته تلك الأدلة ؟ حشود في البحر لا تجرؤ على إطلاق رصاصة واحدة !! . هل هكذا تدافع الدولة الأعظم في العالم عن خطوطها الحمر ؟! عندما بدأت الصين بإجراء المناورات الأضخم لها بالقرب من سواحل تايون ، عقد بوش الصغير اجتماعاً مع مجلس الأمن القومي لتدارس الموقف وكيفية الإستجابة لإستغاثات رئيس وزراء تايون الحليف لواشنطن فكانت خلاصة الإجتماع تعبيراً عن الكلام التهكمي الذي قاله ديك تشيني ، حيث قال : ما هو المطلوب منّا ؟ أن نحارب الصين . إذاً علينا الذهاب إلى الصين لنقول لهم ، نرجوكم نحن بحاجة للإقتراض منكم حتى نتمكن من محاربتكم . بكل تأكيد يبقى السؤال المركزي الحقيقي هو أين هم " أصدقاء الشعب السوري " وهل حققوا التوازن على الأرض ، والذي لأجله تم تأجيل الذهاب إلى نؤتمر جنيف - 2 لمدة عام كامل ، والذي لأجله إستخدمت الأسلحة الكيماوية ؟ . إستخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق كان له هدف أساسي وهو ، تحقيق إختراق نوعي في دمشق يُعدّل موازين القوى على الأرض بحيث يمكن البناء عليه وتحقيق المكاسب في مفاوضات مؤتمر جنيف - 2 . وعند الفشل بتحقيق ذلك تقرر أن تكون حادثة الغوطة خشبة خلاص - كما قال فابيوس - للحصول على ما أمكن من التنازلات قبل تحقيق إنسحاب منظم وهزيمة غير مدوية . فكان الحشد الإستعراضي الأمريكي ، وكان مخرج إنظمام سوريا لإتفاقية حظر إنتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية . والنتيجة خسارة سوريا لسلاح إستراتيجي - السلاح الكيماوي - مع إستعداد روسي كامل لتعويض سوريا عن هذا السلاح بقدرات عسكرية وفنية ومنظومات تسليح تساوي قيمة السلاح الكيماوي أضعاف مضاعفة . وبات من المؤكد بأن جزء مهم من سفن الإنزال الروسية الضخمة المتجهة إلى سوريا ستحمل معها بواكير هذا " التعويض " . ولنتذكر هنا أن روسيا التي أوقفت تصدير أربع منظومات من صواريخ أس 300 لأيران التي دفعت ثمنها مسبقاً في العام 2007 ، عادت وأعلنت منذ أيام بأنها ستورد لإيران خمس منظومات من صواريخ " إس-300 VM " المعدلة والأكثر دقة وتطوراً ، فأي شيء ستقدمه لسوريا التي جعلت موسكو تستعيد ألقها ووهجها . أي أن سوريا خسرت سلاحاً وربحت أسلحة أكثر مضاءاً ، وربحت رفاق سلاح ملتزمون تماماً بالوقوف إلى جانبها سلماً وحرباً . من حلف المقاومة وروسيا إلى دول البريكس ومنظومة شنغهاي ، وكل أحرار العالم . بالمقابل خسرت امريكا وحلفائها مشروعا استراتيجياً لا سلاحاً إستراتيجيّاً يسهل تعويضه ، فقد اصبح واضح أن مشروع الإخوان المسلمين والقاعدة وربيعهم المشؤم قد تعثر وسقط ، وأصيب بنكسة قاتلة الى الابد . ولن تتوقف الخسائر الأمريكية هنا ، فإنهيار جبل الثلج يبدأ بإنزلاق بسيط ، أو تصدع ضئيل لا يلقي أحد له بال ، ثم يتدهور الموقف إلى إنهيار كامل . ما يحاول فعله الأمريكيون اليوم هو وقف التدهور ، والإكتفاء بهزيمة مشروع فقط ، لا خسارة تامة لإقليم كامل .
تم تأجيل إنعقاد مؤتمر جنيف - 2 منذ عام تقريباً وحتى اليوم ، ولعدة مرات ، لماذا تم التأجيل كلّ هذه المدة ؟ قبل ثلاثة أشهر تقريباً ، ومنذ تطهير القصير أصبح السبب معلناً وواضح للعيان . فبعد أن فشل " أصدقاء الشعب السوري " في إسقاط النظام ، وفي تسليم الدولة السورية لأكثر من أربعة صيغ عميلة تم تصنيعها " صيغة غليون ، وصيغة سيدا ، والخطيب وصبره وهيتو ... " لم يتبق لديهم إلا " إستعادة التوازن على الأرض " . من منّا عاد يذكر " أصدقاء الشعب السوري " ليكتشف مدى تدهور جبهة الأعداء ، ومن منّا عاد يتذكر هذه المقولة المفتاحيّة " إستعادة التوازن على الأرض " ليفهم المشهد ويدرك حجم المأزق ؟ . ألم يقل السيناتور الأمريكي النافذ والصهيوني المتطرف جون ماكين بأن : الشرق الاوسط قد ينهار اذا لم تلتزمه واشنطن مع حلفائها ؟ . ألم يقل وزير الخارجية الاميركي جون كيري إن " أميركا وبريطانيا تركزان على عمل كل ما يمكنهما لدعم المعارضة السورية في تغيير التوازن على الأرض " ؟ ألم يصرخ بأعلى صوته ، وبالحقيقية كاملة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عندما قال : يجب تحقيق إعادة توازن بين القوات السورية والمسلحين ، لأنه في الأسابيع الأخيرة حققت قوات الرئيس بشار الأسد ، وخصوصاً بدعم " حزب الله والإيرانيين " تقدماً هائلاً بواسطة الأسلحة الروسية . وأضاف : في حال لم تحصل إعادة التوازن هذه على الأرض لن يكون هناك مؤتمر سلام في جنيف ، لأن المعارضة لن توافق على الحضور ، في حين ينبغي تحقيق حل سياسي ؟ . ألم يتحدث فابيوس نفسه عن إستحالة الجلوس على طاولة المفاوضات بين طرف قوي جداً وآخر ضعيف جداً لأن نتائج التفاوض ستكون محسومة سلفاً .
بل لنقول أين هو من هدد سوريا بالعدوان إذا تم تجاوز الخطوط الحمر بإستخدام الأسلحة الكيمائية ؟ ألم يقل بأن الحكومة السورية هي من إستخدام الأسلحة الكيمائيّة ، وبأن لديه أدلة كافية على ذلك ؟ أين هي أدلته ، وأي شيء فعله بعد أن تم إنتهاك الخطوط الحمر كما أخبرته تلك الأدلة ؟ حشود في البحر لا تجرؤ على إطلاق رصاصة واحدة !! . هل هكذا تدافع الدولة الأعظم في العالم عن خطوطها الحمر ؟! عندما بدأت الصين بإجراء المناورات الأضخم لها بالقرب من سواحل تايون ، عقد بوش الصغير اجتماعاً مع مجلس الأمن القومي لتدارس الموقف وكيفية الإستجابة لإستغاثات رئيس وزراء تايون الحليف لواشنطن فكانت خلاصة الإجتماع تعبيراً عن الكلام التهكمي الذي قاله ديك تشيني ، حيث قال : ما هو المطلوب منّا ؟ أن نحارب الصين . إذاً علينا الذهاب إلى الصين لنقول لهم ، نرجوكم نحن بحاجة للإقتراض منكم حتى نتمكن من محاربتكم . بكل تأكيد يبقى السؤال المركزي الحقيقي هو أين هم " أصدقاء الشعب السوري " وهل حققوا التوازن على الأرض ، والذي لأجله تم تأجيل الذهاب إلى نؤتمر جنيف - 2 لمدة عام كامل ، والذي لأجله إستخدمت الأسلحة الكيماوية ؟ . إستخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق كان له هدف أساسي وهو ، تحقيق إختراق نوعي في دمشق يُعدّل موازين القوى على الأرض بحيث يمكن البناء عليه وتحقيق المكاسب في مفاوضات مؤتمر جنيف - 2 . وعند الفشل بتحقيق ذلك تقرر أن تكون حادثة الغوطة خشبة خلاص - كما قال فابيوس - للحصول على ما أمكن من التنازلات قبل تحقيق إنسحاب منظم وهزيمة غير مدوية . فكان الحشد الإستعراضي الأمريكي ، وكان مخرج إنظمام سوريا لإتفاقية حظر إنتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية . والنتيجة خسارة سوريا لسلاح إستراتيجي - السلاح الكيماوي - مع إستعداد روسي كامل لتعويض سوريا عن هذا السلاح بقدرات عسكرية وفنية ومنظومات تسليح تساوي قيمة السلاح الكيماوي أضعاف مضاعفة . وبات من المؤكد بأن جزء مهم من سفن الإنزال الروسية الضخمة المتجهة إلى سوريا ستحمل معها بواكير هذا " التعويض " . ولنتذكر هنا أن روسيا التي أوقفت تصدير أربع منظومات من صواريخ أس 300 لأيران التي دفعت ثمنها مسبقاً في العام 2007 ، عادت وأعلنت منذ أيام بأنها ستورد لإيران خمس منظومات من صواريخ " إس-300 VM " المعدلة والأكثر دقة وتطوراً ، فأي شيء ستقدمه لسوريا التي جعلت موسكو تستعيد ألقها ووهجها . أي أن سوريا خسرت سلاحاً وربحت أسلحة أكثر مضاءاً ، وربحت رفاق سلاح ملتزمون تماماً بالوقوف إلى جانبها سلماً وحرباً . من حلف المقاومة وروسيا إلى دول البريكس ومنظومة شنغهاي ، وكل أحرار العالم . بالمقابل خسرت امريكا وحلفائها مشروعا استراتيجياً لا سلاحاً إستراتيجيّاً يسهل تعويضه ، فقد اصبح واضح أن مشروع الإخوان المسلمين والقاعدة وربيعهم المشؤم قد تعثر وسقط ، وأصيب بنكسة قاتلة الى الابد . ولن تتوقف الخسائر الأمريكية هنا ، فإنهيار جبل الثلج يبدأ بإنزلاق بسيط ، أو تصدع ضئيل لا يلقي أحد له بال ، ثم يتدهور الموقف إلى إنهيار كامل . ما يحاول فعله الأمريكيون اليوم هو وقف التدهور ، والإكتفاء بهزيمة مشروع فقط ، لا خسارة تامة لإقليم كامل .