Quantcast
Channel: Respect: SALAM ALQUDS ALAYKUM – سلام القدس عليكم
Viewing all articles
Browse latest Browse all 27504

من مرحلة “اذبح باسم ربك الذي خلق .. الى مرحلة “اقرأ باسم ربك الذي خلق” .. سنقطف النصر .. وسنقطف رأس الجليل .. نقسم باسم ربنا الذي خلق ..

$
0
0


نارام سرجون – اذبح باسم ربك الذي خلق .. قطف رأس الجليل بين يبرود وكسب

 اذبح باسم ربك الذي خلق .. قطف رأس الجليل بين يبرود وكسب

سأعترف اليوم أنني دخلت لأول مرة في حياتي في مواجهة مع اللغة التي تعاندني .. وترفض الانصياع لسلطتي .. ولم يدخل قلبها الروع من صوت سياطي وانذاراتي وتهديداتي .. لأن اللغة لأول مرة منذ ولادتها تريد أن تعلن الانفصال عن كل الأقلام وقطع علاقتها الأزلية بلسان العرب .. اللغة العربية البلهاء العجوز كبرت وسقطت أسنانها .. وظهرت هناك صبية أخرى ممشوقة قدّها ممشوق كقدّ الرصاصة .. وتريد الطلاق من أقلام العرب وماملكت أيمانهم من المفردات .. فأقلام العرب والثوار تعودت اغتصاب اللغة كل يوم ملايين المرات طوال ثلاث سنوات في حفلات الاغتصاب الجماعي و”الأورجي” الثورية التي أقيمت في مخادع الرذيلة في قطر والاعلام العربي .. فصارت كل ذراري اللغة التي تسير في شوارع العقل غير شرعية و”ابنة حرام” .. وكل مياه الصرف والنحو الرسمي عند نبيل العربي وجامعته آسنة كمياه الصرف الصحي ..
ولكن لم تعد الأقلام قادرة على اغتصاب اللغة كما كانت تفعل .. حتى وان بقيت بعض أقلام الاغتصاب تعتدي على أجساد الكلمات أو ترسم الكاريكاتير للثوار .. مثل علي فرزات .. الذي تحولت لوحاته الى أسرّة ملوثة لممارسة الاغتصاب .. فاللغة ترفض بعد اليوم أن يمسك بيدها الشيطان الوهابي ولسان عرب اليوم .. بل تريد أن ندلّها على درب جبريل ليعيد حملها من الأرض الى السماء هذه المرة لتتنقى ولكي تستحم كلمة “اقرأ” عند ينابيع الله العذبة بعد أن استحمت بدم الضحايا المعذبة وحولتها الطفرات الثورية الى “اذبح باسم ربك الذي خلق” .. لذلك تريد اللغة اليوم أن تتحول الى عاصفة هوجاء تقتلع الكلام القديم من شروشه المنغرزة في حقول الذاكرة منذ زمن عنترة وعبلة وزهير .. وتريد أن تجتث أوتاد خيام عكاظ المغروزة في أعمق أعماق اللسان .. بل تريد اقتلاع لسان العرب من جذوره بعد أن تحول الى لسان للكذب والخداع والاحتيال وسرير من لحم .. لاغتصاب لحم اللغة ..
ان اللغة لاتريد منا عملية تجميل بالسليكون وشد وجهها القبيح المترهل .. بل تريدنا أن نطورها في جيناتها كما “طور” دارون بنظريته القرود يوما الى بشر .. لأن لغة اليوم صارت تشبه لغة القرود منذ أن تولاها الاسلاميون والعربان الخلايجة .. فطفرة الربيع العربي حولتها الى لغة للقرود بعد أن كانت لغة للبشر والكبرياء والحب والشعر .. فما يكتب اليوم ومايتحدث به الشرق ومثقفوه عن الطوائف والأقليات والحروب الدينية المقدسة ودم الحريري المقدس والاعتداد بالخيانة والطعن في الظهر والزنا الوطني مع الاستعمار لم يعد لغة صالحة للاستهلاك البشري والكبرياء .. بل هي لغات الغرائز والحيوانية والانحطاط النوعي .. ومن يكتب اليوم للحرية ويرسم للحرية انما يريد تغيير البشر الى قرود .. تضرب بقبضاتها على صدورها وتكبّر هائجة .. لافرق بين قرودنا وبين قرود الغابات .. وبين لغة الثوار ولغة قرود الغابات .. ولافرق بين قفزات القرود وبهلوانيات الساسة الأتراك ..والمجانين الذين يقفزون بين تلال كسب يريدون تحرير كسب من أهلها .. ثأرا من نصر يبرود ..
عندما كتب الكثيرون عن نصر يبرود كنت أعرف أنني لاأستطيع الكتابة .. لأن مايجب أن يكتب عن يبرود هو الأسرار التي صنعتها وليس المدائح وليس الأغنيات وأن من يجب أن يكتب عنها هم العسكريون الاسرائيليون والأتراك وضباط حلف الناتو الذين تابعوا المعركة وسجلوا دهشة من نتيحتها وتفسيرات لاتنتهي عن أسرارها .. في يبرود رأى الاسرائيليون مذهولين لأول مرة نسخة من معركة قادمة في مرتفعات الجولان لايمكن فيها الا للمشاة المشاركة فيها ولادور فيها للطائرات والدبابات الا شكل محدود .. ورأوا فيها مناورة ضخمة لحزب الله قبل معركة الجليل القادمة .. وهذا الكلام ليس لي بل لعسكري سوري رفيع يعرف مايقول ..
ولذلك لم أستغرب الرسائل الهستيرية من المسلحين باعدام أسرى والاغارة على نقاط ضعيفة مثل سجن درعا .. الا أنني كنت لاألقي بالا لهذه الاستعراضات الجوفاء الحيوانية لأن انجاز يبرود يمكن قراءته في ردود الفعل من دول معنية بقوة بالأزمة السورية .. فكنت أترقب رد فعل القوى الدولية على ماحدث في يبرود .. وبالنسبة لي كانت تصريحات اللبوانيتنذر بمؤشرات قلق مشروع اسرائيلي ولكنها تعبير عن شيء ما يتم طبخه خارج حدود الأزمة السورية .. فالتصريح العلني بالحاجة لمساندة اسرائيل للمعارضة دل جميع المراقبين على أن القرار الداخلي في المعارضة السورية وبشكل يشبه الاجماع هو تكليف اللبواني بمهمة بيع وطرح مناقصة بيع الجولان بعد اليأس من تحقيق النصر .. لأن الاتفاق والتسليم تم بين الاسرائيليين والمعارضين السوريين في استانبول وكان اوغلو شخصيا شاهدا عليها حسب تسريبات طازجة والتي ستتكفل الأيام بكشفها .. وطبيعة الديبلوماسية دوما تقتضي أن يتم الاعلان تدريحيا عن الاتفاقات السرية .. فهي تبدأ باجراءات رمزية (مثل الاعلان عن معالجة الجرحى في الجولان وزيارة نتنياهو الودية لهم) .. تتلوها تصريحات مفاجئة لامتصاص صدمة الاعلان عن انجاز الاتفاق ..

تماما مثلما قال السادات فجأة في خطاب شهير في مجلس الشعب المصري “أنه مستعد للذهاب الى آخر الدنيا من أجل السلام .. وحتى الى الكنيست الاسرائيلي ..” ولم يعرف الناس – الذين لم يصدقوا أن السادات يعني مايقول – أن كيسنجر كان قبل ذلك قد أقنع السادات نهائيا بالخطوة وبالاتفاق قبل أشهر من تلك الشجاعة في الاعلان عنه .. وأن الرجل قد اتفق سلفا مع الامريكيين على زيارة القدس وانهاء الحرب .. وأن خطاب الاستعداد للذهاب الى آخر الدنيا بما فيها الكنيست كان تتويجا لاتفاق تم بين كيسنجر والسادات .. خطاب يشبهه خطاب اللبواني من أنه مستعد لبيع الجولان (أي للذهاب للذهاب الى القدس والكنيست) من أجل السلطة ..ومستعد للتنازل عن الجولان من أجل منطقة عازلة ..
لكن الحقيقة هي ان علينا النظر الى المشهد الواسع .. فاللاعبون في شطرنج السياسة لايكتفون بمراقبة البيادق .. بل يراقبون القلاع والفيلة والأحصنة .. فبيادق المعارضة لاتفيد متابعتها مالم نتابع مايرافقها من تحركات قطع الشطرنج القوية .. ولاينشغل بالمشاهد الصغيرة الا اللاعبون الصغار .. وكي نفهم الرقعة التي تتحرك فيها السياسة الآن علينا أن نبدأ من تحرك القلعة السورية في القلمون والقلعة الروسية في القرم .. أي الجيشين السوري والروسي .. فهناك حقيقة لم يعد من الممكن  تجاهلها وهي أننا أمام محور عسكري متناغم لايمكن بعد اليوم احتواؤه عسكريا .. كما أن أداء الجيش السوري وحزب الله منذ القصير وحتى يبرود والقلمون يدل على أن القوة الكامنة لدى محور المقاومة هائلة واصرار حلفائه على مساندته بلا حدود  وأن القوة الكامنة لم تطلق الا شيئا يسيرا من طاقتها .. فانتصار يبرود بعد ثلاث سنوات على انخراط الجيش السوري في أعتى حرب عصابات أظهر أن الجيش السوري وحزب الله يحتفظان بنفس مقدار القوة والبأس اللذين كانا قبل الأزمة .. 

وفوق ذلك فقد قاما بمناورة عسكرية وطبقا نظريات اقتحام جديدة مثيرة للقلق لاتعرفها المدارس العسكرية التقليدية والجيوش الكلاسيكية .. وتبين أن من نجح في تكتيك الدفاع عام 2006 قد تمكن من تطوير تكتيك الهجوم والاقتحام أيضا .. مما يعني أن ماقيل عن تحريك الجولان ومعركة الجليل لم تعد مجرد نظريات وتهديدات .. وأن الحرب في الجليل ربما اقتربت وهي ربما تعني أن حزب الله قد اقترب من الثأر لعماد مغنية بقطف رأس الجليل لاهدائه لروح مغنية ولاحراج كل الثورات العربية النفطية وكل الذين يعتقدون أن اسرائيل قادرة أن تساعدهم ..ويترجم حسن نصر الله تعهده الشهير للاسرائيليين أن دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود !!!
ولمعرفة انجاز يبرود فان علينا تذكر أن الثغرات التي لم يتنبه لها المسلحون في معركة القصير قد تم تجنبها كلها من قبل المدافعين والمخططين في غرف العمليات الغربية لخوض معركة يبرود والقلمون وكان هناك اشراف مباشر اسرائيلي عليها .. ومع هذا فقد اندحرت دفاعات يبرود .. وهنا نزلت المقارنات والتفسيرات الغربية لتتناطح .. فالجيش الأمريكي احتاج لدخول الفلوجة العراقية الى عشرة آلاف من المارينز الى جانب البشمركة .. وتم قصف المدينة لأسابيع بالطائرات والدبابات وبقنابل الفوسفور الأبيض .. وكلف الدخول اليها بعد أربعة اشهر من الحشد والتخطيط مئات القتلى والجرحى من القوات المهاجمة .. وكذلك عجز الجيش الاسرائيلي عن دخول بنت جبيل بعد أن صب فيها 90 % من ذخيرة الدبابات والطيران في المنطقة الشمالية ولم يتمكن من احتلال متر واحد .. وفعل نفس الشيء في غزة ولم يتمكن من دخولها .. لكن الجيش السوري دحر آلاف المسلحين المتحصنين في يبرود والقلمون وهي مناطق تشبه تورا بورا ولاتسقط الا بقصف “سجادي” بطائرات من نوع ب 52 .. واذا بمقاتلي الجبهة الاسلامية والنصرة يجدون أن مقاتلي الحيش السوري وحزب الله وجدوا فجأة بينهم .. فهرع قبضايات الذبح الى الفرار وهم يتدافعون .. ولاتزال أسرار ذلك الاقتحام الكبير سرية .. وهنا دق جرس الانذار في اسرائيل: نحن أمام قوة لايمكن تجاهلها .. ونظريات جديدة في اقتحام المدن لسنا مستعدين لها ..ولايجب خداع النفس بمورفين انشغال السوريين وحزب الله عنا .. نحن أمام عقول عسكرية لاتتعب ..    
وحسب هذه الاستنتاجات فان اسرائيل تأكدت أن الحرب مع السوريين ومع حزب الله ستكون مكلفة جدا وأن أرقام الصواريخ التي ستهبط على اسرائيل لايعرف لها سقف حتى اللحظة .. ففي كل يوم تظهر تقديرات جديدة .. وهذا مايعني أن هذا الغطاء الصاروخي الهائل اذا ماتم استغلاله بنجاح عند أي اقتحام في الجولان أو الجليل لايمكن ردها الا بقوات مشاة ملتحمة .. ولكن من يدخل يبرود بمشاته سيدخل الجليل بمشاته ..
اسرائيل باختصار غير مستعدة لهذه المغامرة .. والدليل على ذلك أن العمليات العسكرية الأخيرة في الجولان قد نسفت عددا من الجنود الاسرائيليين .. ولكن اسرائيل غيرت من طريقة الرد الصلف وفضلت الرد المحدود على الحدود بعد أن كانت منذ أشهر قليلة ترسل طائراتها الى قرب دمشق لمجرد وصول أنباء عن شاحنات تمرر سلاحا الى حزب الله .. وتكتفي هذه الأيام بذلك الرد “في المكان والزمان المناسبين” ولو كانت ترى الفرصة جيدة لأعلنت الحرب دون تردد .. فما هو الفرق بين جنديين اسرائيليين أسرهما حزب الله عام 2006 وبين مجموعة جنود تعرضت للنسف في منطقة الجولان التي لم تشهد اشتباكا منذ أربعة عقود في تحد علني لها؟؟ الرسالة الاسرائيلية كانت واضحة للغاية وهي أن اسرائيل ليست قادرة الآن الا على العمليات المحدودة والمقتصرة على الاستعراض الى أن يتبين لها أن الأسد ونصر الله ضعيفان .. صحيح أنها أوكلت للمعارضة السورية عملية الانتقام من السوريين ومن حزب الله .. وصحيح أنها قادرة على العنتريات لأن الجيش السوري منشغل بالمسلحين في كل مكان لكن ضباط اسرائيل يعرفون أن المعركة مع الجيش السوري وحزب الله ستكون قاسية جدا .. وأن من يدخل القلمون العصية قادر على الوصول الى مجدل شمس .. والجليل .. اذا ماتمت تغطيته بمظلة صاروخية تقدر بثلاثة آلاف صاروخ في اليوم حسب أقل التقديرات .. والتي يعتقد أنها ستتركز كلها على شريط المنطقة الشمالية الضيق فقط لشل قدرة المدافعين عن صد التوغل بالمشاة .. والبعض يرى أن الرقم سيكون أكبر من ذلك بكثير اذا ماشمل الجبهة الداخلية الأعمق ..
وهنا تظهر معركة “كسب” المفاجئة للكثيرين بعد أن تفاءل الكثيرون بزيارة أردوغان المسرحية الى ايران والتي تنبأ بها البعض برحلة العودة عن الضلال .. ولكن المعلومات على الأرض كانت تشي بأن الرجل الكذاب لايمكن الوثوق به .. خاصة انه لم يتعهد الا بمساعدة السوريين على التوصل الى حل سياسي وذهب لتقديم مبادرات سخيفة .. أي نفس الكلام المعسول الذي يقوله منذ كان صوته يلعلع بالتهديد ..
ويتساءل الكثيرون عن التصعيد في كسب .. والذي يبدو ظاهريا أنه رد على يبرود لانقاذ “سمعة الثوار” وهيبتهم .. والبعض يرى أنها معركة لفتح معابر بحرية .. فيما يقول آخرون بأنها معركة أردوغان الانتخابية انطلاقا من كسب السورية .. لأن اردوغان  صار يرتدي الأكفان لينزل الى القبر السياسي الذي يحفره له خصومه .. فوجد أن أفضل فرصة للنجاة والتعلق بحواف القبر هي المعارضة السورية التي تريد انقاذه .. فهجوم كسب هو هجوم على مشروع اسقاط اردوغان ..لأن من يرى الالتحام بين الحدود السورية ولواء اسكندرون المحتل يعرف أن المقصود من تحرك أردوغان هو استدراج للحرب كي يقدر اردوغان على الهاء الأتراك بمشاكل الحدود بعنترياته ويستعيد بطولاته اللسانية ..
وأردوغان يعرف أنه سيسقط من دون اطلاق رصاصة واحدة عليه .. وأن ما يبقيه في الحكم فقط هو رصاصة واحدة من الرئيس بشار الأسد نحوه .. انها أثمن هدية يقدمها الأسد لانقاذ الرجل الذي هوى .. أردوغان الضعيف يتم استغلال ضعفه الداخلي حتى صار الرجل يستمع لأي نصيحة انقاذ .. والرجل عالق مثل العصفور على غصن من الدبق ..لايقدر على الطيران .. ولايعرف من يراه أنه أسير وليس حرا وأن رجليه عالقتان في الدبق ..
أردوغان قد يغامر يائسا عل الحرب تنقذه كطوق النجاة .. وهو يعلم أن المعطيات الميدانية من القصير الى يبرود تعني أن تحرك القلعة السورية لايمكن ايقافه بعد اليوم وأن سيناريو تطهير المدن السورية صار حتميا .. وان عملية اسقاطه داخليا كرئيس للوزراء اقتربت كثيرا من عنقه .. ولكن العقل الشرير لأردوغان يريد أيضا بهذا المشروع في معارك كسب والتحرش بالجيش السوري اسقاط مشروع المعارضة التركية بالتقارب مع سورية في مرحلة مابعد أردوغان ..
اسرائيل: صناعة الصواريخ السورية قوية جداًفالمعروف أن الحرب بين سورية وتركيا ستسقط مع أردوغان مشروع المعارضة التركية التي تتحضر لكناسة المرحلة الأردوغانية .. فالحرب بين بلدين يعني حتما ان أية معارضة لن تتمكن من اطلاق العنان لمشروعها ورؤياها التصالحية مع بلد كان في حالة حرب معها .. لأن الجمهور التركي رغم أنه سيلوم أردوغان ويصب جام غضبه عليه الا أنه سيرى أن الصواريخ السوريةالتي دكت أبنية أنقرة وأعصابها .. وشقت كبرياء تركيا وكسرت صولجانها .. لايمكن التصالح معها .. وأن مئات النعوش التركية التي جاءت من الجنوب لن تمكنه من مصالحة مع الدولة السورية الحالية قبل مرور سنوات .. وعليه انتظار قيادة سورية جديدة .. لأن القيادة الحالية سيتم تقديمها على أنها العدو للشعب التركي ..
أي أن اردوغان ساقط بالحرب .. وبغير الحرب .. وهذه حتمية من الحتميات .. لكن سقوطه بالحرب يعني أيضا بقاء فلسفته من بعده في ان العداء السوري التركي لن يمكن للمعارضة أو لمن بعده اصلاحه الا بعد رحيل القيادة الحالية السورية لما ستمثله في الوجدان التركي من ذكريات عدائية جرتها الحرب .. وهذا مكسب آخر لاسرائيل على المدى الطويل .. بابقاء تركيا رهينة مخاوفها القديمة من العرب والكراهية التي تحيط بها من كل حدب وصوب ..
أردوغان الذي يلعب في الوقت الضائع يريد حتى بموته السياسي أن يبقى ذكره وعهده وعقليته المنحرفة الحاقدة على الدولة السورية والرئيس بشار الأسد الذي سحق كرامة العثمانيين الجدد وكبرياءهم خلال ثلاث سنوات.. ولايريد أردوغان لخصومه السياسيين الا أن يكونوا مقيدين بالسلاسل الى سياساته العصبية وهو في قبره السياسي .. أي أن مايفعله من تحريك للمواجهة هو اسقاط لمشروع الرئيس الأسد بتسهيل مرور المعارضة التركية القادمة نحو الحكم .. واسقاط مشروع المعارضة باغلاق الملف السوري .. لأن مايقتل أردوغان مليون مرة كل يوم هو احتمال أن يكون الرئيس السوري بشار الاسد هو اول رئيس يتلقى دعوة من رئيس الوزراء التركي القادم بعد أردوغان..ولذلك فقد بالغ المجنون أردوغان في توصيف العمل البطولي لاسقاط الطائرة السورية ..فربما يطلق عليه الأسد الرصاص ..فيصيبه مع المعارضة التركية ..    
ورغم أننا قد نتفق مع بعض هذه التفسيرات الا أن المعطيات على اللوحة الكبيرة تشير الى أن هناك تنسيقا تركيا اسرائيليا دقيقا في تحرك كسب منذ تم الحديث عن معركة جنوبية تلاها البيع الشهير للجولان على يد اللبواني .. من سمع الحديث عن معركة الجنوب الكبرى كان يعرف أنها ربما تعني التنسيق مع الشمال .. فالأكيد ان معركة الجنوب الكبرى لايمكن اطلاقها دون معركة في الشمال نظرا لحقيقة أن أهم فرق الجيش السوري في الجنوب لم تتحرك بعد ولم تطلق طلقة واحدة منذ بداية الأزمة .. ولكن الحديث السابق عن معركة الجنوب القادمة هو مايجب تذكره الآن .. ويبدو هذا التخطيط من تصميم المخابرات الاسرائيلية التي ستستفيد من أردوغان حيا وميتا .. فهو سيشاغل الجيش السوري حيا وميتا وقد تتمكن اسرائيل من انشاء منطقة عازلة تقبض بموجبها كل الجولان .. وبدل متر في الجولان لم يبعه حافظ الأسد ب 18 مليار دولار فان اسرائيل ستجد سوريين يوقعون لها صك التنازل عن كل الجولان مجانا .. مقابل منطقة عازلة .. قد تبقى لخمسين سنة تنتظر سقوط النظام .. كمن ينتظر سقوط القمر ..          
هذه أول مرة تتدخل فيها المدفعية والدبابات التركية وسلاح الطيران لاستفزاز الجيش السوري .. وهناك من يعتقد أن تسهيل معركة الجنوب باستدراج الجيش السوري الى معركة مع الجيش التركي قد تسمح للاسرائيليين بالتحرك جنوبا .. لدفع المعارضة الى عمق منطقة عازلة تقوم بمثابة جنوب لبنان سابقا .. ويقدم المعارضون ثمنا لهذه المنطقة العازلة كل الجولان على طبق من ذهب .. هدية وعرفانا بالجميل .. فلاتحتاج اسرائيل سوى جهة سورية توقع صك التنازل ويكون لها مقعد في جامعة الدول العربية .. تماما كما احتاجت لتوقيع ياسر عرفات للاعتراف بها لأول مرة من قبل ممثلي الشعب الفلسطيني حتى وان لم يعترف بها الشعب الفلسطيني .. وهنا تكون تصريحات اللبواني تهيئة للرأي العام السوري والعربي للاعتراف بما قدمته المعارضة من ثمن .. والذي تم التصافح عليه في استانبول تحديدا برعاية الاخوان المسلمين ومهندس الصفقات داود أوغلو .. وبالمقابل .. تقوم مجموعات الضغط اليهودي باسكات عبد الله غولن وتياره .. ودعم  استمرار حزب العدالة في تركيا ..
القيادة السورية وقيادة حزب الله (وبالتنسيق مع ايران وروسيا) تعرفان ذلك بالتفصيل .. ولديهما مفاجأة سيئة جدا لأردوغان ونتنياهو لن يكشف عنها الا عندما تحاول اسرائيل تحريك جبهة الجنوب واختبارات التحرش .. والذي ترقبه عيون السوريين وحزب الله بهدوء وثقة مطلقين .. ولذلك يبدو التردد الاسرائيلي واضحا جدا في السير نحو منطقة عازلة يعكسه تصريح اسرائيلي بان من شأن هذه الدعوات احراج اسرائيل جدا لأنها عمليا غير قادرة على التعهد بمنطقة عازلة ..
ماذا يقال عن أردوغان سوى انه غبي واحمق؟؟ .. لأن مايفعله بالفعل قد يقود الى حرب .. لأن صبر السوريين قد نفذ منه .. هل الرجل فاشل في قراءة السياسة الى هذا الحد ؟؟ ألا يدرك هذا المغفل أن حلف الناتو نفسه قد أحجم عن مهاجمة سورية منذ أشهر رغم كل عنترياته؟؟ هل فعل الناتو ذلك كرما وأخلاقا؟؟ هل نأى بنفسه لأن الجيش السوري قد تخلى له عن السلاح الكيماوي؟؟ الناتو لم يتخل عن الحرب لأنه حصل على السلاح الكيماوي .. فمن المعروف أن الجيش السوري لم يكن سيحارب الناتو بالسلاح الكيماوي .. بل بأسلحة أخرى لن يعرفها الا من يشتبك مع الجيش السوري الذي صار ترسانة من أسلحة نوعية من ايران وروسيا .. وقد وصلت للناتو معلومات دقيقة للغاية عن تكنولوجيا روسية لحرف مسارات الصواريخ المجنحة تزودت بها سورية .. ولايبدو الكلام عن اسقاط صاروخين في البحر بتكنولوجيا روسية مجرد تكهنات بل تقارير حقيقية ..
في التوازن العسكري لايوجد هناك اي احتمال لصمود المعارضة عسكريا بعد اليوم ولايمكن لاسرائيل التفكير بمنطقة عازلة بعد أن أخرج الجيش السوري لأول مرة جزءا من نخبة القوات والكوماندوز والمدرعات وتقنيات التجسس والطائرات الموجهة والتنصت الالكتروني والأسلحة الذكية الى المواجهة وهي التي كانت مدخرة لمواجهة محتملة مع الناتو منذ شوهد سيناريو ليبيا والذي كان سيتكرر في سورية في الأشهر الأولى .. ستطحن سلاسل الدبابات السورية عظام المعارضة دون رحمة في أشهر قليلة .. وستطحن معها أحلام المنطقة العازلة ..وأحلام أردوغان .. وربما رأس الجليل أيضا لم يعد حلما بعيد المنال عن السيد حسن نصر الله .. عندما يدرك الجميع أن معركة سورية قد زادت من قوة محور المقاومة العسكري وأن البارود صار يسري بدل الدم في عروق المقاتلين على تخوم الجليل والجولان .. وهم ينتظرون الاشارة ..
صدقوني ان لغة جديدة تظهر الى الوجود كما تظهر الأنواع الجديدة للحياة من الطفرات .. انها لغة جديدة تولد من أرحام البنادق في يبرود والقلمون .. وكسب .. وحلب .. انها الداروينية اللغوية التي تصنع طفرات اللغة في جسدها وحروفها الجديدة التي تريدنا أن نرد الاعتبار لشرف اللغة وجسد اللغة لتتطور وترتقي نحو جسد وطني أروع وأبهى وأقوى وأمنع.. وتصنع من طفرات اللغة طفرات التاريخ والجغرافية والوطنية .. انها الطفرات التي تصنعها رصاصات الجيوش العظيمة ..لتقول اللغة من جديد: اقرأ باسم ربك الذي خلق ..  ويترجمها المقاتلون على التخوم الى .. وطن جديد .. ونصر جديد ..وقطف جديد ..وبين السفر من مرحلة “اذبح باسم ربك الذي خلق .. الى مرحلة “اقرأ باسم ربك الذي خلق” .. سنقطف النصر .. وسنقطف رأس الجليل .. نقسم باسم ربنا الذي خلق  ..

Viewing all articles
Browse latest Browse all 27504

Trending Articles