أيها الأصدقاء..
كم ينتابني الحرج وأنا أمد يدي لأصافح الرئيس الأسد مهنئا بكلمات لا تزال القواميس والبروتوكولات لا تملك غيرها.. كلمات لم تبتكر اللغة العبقرية أشكالا جديدة منها منذ أيام المعلقات.. حتى صارت بعض الكلمات تحتكر لغة التهنئة والتعبير عن المشاعر والأمنيات كما لو كانت موظفة لا تتقاعد.. وصرنا نحسّ أنها كلمات منمقة أنيقة وتعمل بين المفردات مثل موظفي المراسم.. فلها زي وموسيقا وطبول وأبواق وإيقاع واحد.. كلمات مستهلكة مستعملة.. ملّت من إرغامها على الوقوف أمام جلالات الملوك والأمراء والأباطرة.. وعرفت عبر عمرها المديد مئات العظماء والزعماء عبر التاريخ..
اليوم لا أريد أن آتي بكلمة واحدة مرت على ملك أو أمير أو رئيس أو زعيم.. لأن من يستحق التهنئة اليوم أكبر من كل ملوك العالم وأبهى من كل أمراء الدنيا وأهم من أهم رئيس.. وزعيم كل زعيم.. وأنا لا أرغب في أن أمنح الكلمات القديمة التي خدمت بروتوكولات الممالك والإمبراطوريات شرف حمل المشاعر والمشاعل.. وسنتركها تتلوى حرقة وتتمنى أن تترك وظيفتها وتخلع نياشينها وترمي طبولها وأبواقها وتنشق عن اللغة والقواميس لتحلم بأن تقف بين يدي قائد من قادة الشرق الذين يمرون بالشرق مرة كل عدة قرون.. ولذلك فإنني سأطلب من تكنولوجيا اللغة أن تصمم لي كلاما جديدا.. مصبوبا من ماء ونار وهواء وتراب.. كما الوجود.
الرئيس الأسد يستحق أن يدرس كظاهرة استثنائية للحكم.. لأن هذا الفوز النقي الذي أصر الرئيس الأسد على أن يكون من أنقى ومن أصفى الانتخابات ليكون دليله على أن خياراته مطابقة لخيارات الشعب وأن شعبه بعد ثلاث سنوات لايزال يفوضه بإدارة صراع من أعقد صراعات العالم على الإطلاق.. وسيجعله أكثر قدرة على اتخاذ خيارات كبرى في منتهى الأهمية.. هذا الفوز تحقق ليكون من أكبر الانتصارات السياسية والإنسانية..
هذا الفوز حطم نظريات الديكتاتورية الإعلامية وعلم سيكولوجيا الجماهير.. فالجماهير تعرضت لعملية إرهاب وقمع وتحريض وتسميم وإحراج وتضليل وتكفير.. ووصل الأمر إلى حد أن مجرد التلكؤ في مذمة الأسد صار خيانة وإهانة وجريمة ومصيبة ورزية ورذيلة وجنونا.. واستعملت الوجوه والرسوم والدموع والدماء والخدع اللفظية والسينمائية والمشاهير والنجوم والأقمار والفضاء والمؤتمرات وكل ما صمّم من هيئات وجمعيات واتحادات.. ولكن إيمان الناس بالأشياء الفطرية وبالصدق النقي والعفوي غلب كل هذه الحشود من التزييف.. وبدا أن الفطرة أيقظت الناس الذين وضع العالم الشمس في يمينهم والقمر في شمالهم ليتخلوا عن النهج الوطني والعفوي لبلدهم لكنه لم يستطع..
إن حجم العلاقات الدولية التي تشابكت في سورية وكاد فيها العالم أن يطلق الحرب العالمية الثالثة وصل إلى مرحلة صار يبدو أن محاولة فهمها وتحليلها هي ضرب من الجنون وأن من العبقرية السياسية أن نفك هذه الترابطات وأن نمسك بخيارات توصل إلى المصلحة الوطنية العليا دون أن نفجر صاعق العالم.. فالناتو يقدم ويحجم.. والغرب متوتر وروسيا مستنفرة.. وتركيا الضيفة العزيزة في بيتنا صارت مجنونة.. وجامعة الدول العربية صارت تتخلص من سورية التي تبرعت لها بالدم وزرعت لها قلبها.. فصارت ممسوسة في عقلها وتنشب أظافرها في قلبها لتقتلعه من صدرها..
كم ينتابني الحرج وأنا أمد يدي لأصافح الرئيس الأسد مهنئا بكلمات لا تزال القواميس والبروتوكولات لا تملك غيرها.. كلمات لم تبتكر اللغة العبقرية أشكالا جديدة منها منذ أيام المعلقات.. حتى صارت بعض الكلمات تحتكر لغة التهنئة والتعبير عن المشاعر والأمنيات كما لو كانت موظفة لا تتقاعد.. وصرنا نحسّ أنها كلمات منمقة أنيقة وتعمل بين المفردات مثل موظفي المراسم.. فلها زي وموسيقا وطبول وأبواق وإيقاع واحد.. كلمات مستهلكة مستعملة.. ملّت من إرغامها على الوقوف أمام جلالات الملوك والأمراء والأباطرة.. وعرفت عبر عمرها المديد مئات العظماء والزعماء عبر التاريخ..
اليوم لا أريد أن آتي بكلمة واحدة مرت على ملك أو أمير أو رئيس أو زعيم.. لأن من يستحق التهنئة اليوم أكبر من كل ملوك العالم وأبهى من كل أمراء الدنيا وأهم من أهم رئيس.. وزعيم كل زعيم.. وأنا لا أرغب في أن أمنح الكلمات القديمة التي خدمت بروتوكولات الممالك والإمبراطوريات شرف حمل المشاعر والمشاعل.. وسنتركها تتلوى حرقة وتتمنى أن تترك وظيفتها وتخلع نياشينها وترمي طبولها وأبواقها وتنشق عن اللغة والقواميس لتحلم بأن تقف بين يدي قائد من قادة الشرق الذين يمرون بالشرق مرة كل عدة قرون.. ولذلك فإنني سأطلب من تكنولوجيا اللغة أن تصمم لي كلاما جديدا.. مصبوبا من ماء ونار وهواء وتراب.. كما الوجود.
الرئيس الأسد يستحق أن يدرس كظاهرة استثنائية للحكم.. لأن هذا الفوز النقي الذي أصر الرئيس الأسد على أن يكون من أنقى ومن أصفى الانتخابات ليكون دليله على أن خياراته مطابقة لخيارات الشعب وأن شعبه بعد ثلاث سنوات لايزال يفوضه بإدارة صراع من أعقد صراعات العالم على الإطلاق.. وسيجعله أكثر قدرة على اتخاذ خيارات كبرى في منتهى الأهمية.. هذا الفوز تحقق ليكون من أكبر الانتصارات السياسية والإنسانية..
هذا الفوز حطم نظريات الديكتاتورية الإعلامية وعلم سيكولوجيا الجماهير.. فالجماهير تعرضت لعملية إرهاب وقمع وتحريض وتسميم وإحراج وتضليل وتكفير.. ووصل الأمر إلى حد أن مجرد التلكؤ في مذمة الأسد صار خيانة وإهانة وجريمة ومصيبة ورزية ورذيلة وجنونا.. واستعملت الوجوه والرسوم والدموع والدماء والخدع اللفظية والسينمائية والمشاهير والنجوم والأقمار والفضاء والمؤتمرات وكل ما صمّم من هيئات وجمعيات واتحادات.. ولكن إيمان الناس بالأشياء الفطرية وبالصدق النقي والعفوي غلب كل هذه الحشود من التزييف.. وبدا أن الفطرة أيقظت الناس الذين وضع العالم الشمس في يمينهم والقمر في شمالهم ليتخلوا عن النهج الوطني والعفوي لبلدهم لكنه لم يستطع..
إن حجم العلاقات الدولية التي تشابكت في سورية وكاد فيها العالم أن يطلق الحرب العالمية الثالثة وصل إلى مرحلة صار يبدو أن محاولة فهمها وتحليلها هي ضرب من الجنون وأن من العبقرية السياسية أن نفك هذه الترابطات وأن نمسك بخيارات توصل إلى المصلحة الوطنية العليا دون أن نفجر صاعق العالم.. فالناتو يقدم ويحجم.. والغرب متوتر وروسيا مستنفرة.. وتركيا الضيفة العزيزة في بيتنا صارت مجنونة.. وجامعة الدول العربية صارت تتخلص من سورية التي تبرعت لها بالدم وزرعت لها قلبها.. فصارت ممسوسة في عقلها وتنشب أظافرها في قلبها لتقتلعه من صدرها..
وأما التيارات الإسلامية فانقلبت بسرعة على كل نظرياتها.. وتورطت فيما يناقض بنيتها وعقيدتها ومصلحتها منذ خمسة عشر قرنا.. فغضت النظر عن النص المقدس بل وغيرت المقدس من أجل اللامقدس.. وتحول المقدس منذ ألف وخمسمائة سنة إلى وجهة نظر.. وقاتل الغرب مع القاعدة التي قاتلها يوما وقاتلته.. وصار الشيوعي إسلاميا.. وانشطر الإسلام إلى مجموعة من المواليد المشوهة التي تشبه دببة عمياء تقتل بعضها في قفص.. وتحولت المدن السورية إلى مستوطنات حيفا يهاجمها الثوار المسلمون من كل الدنيا لتحريرها.. وبدل أن تسقط قذائف القسام على مستوطنات إسرائيل سقطت مع قذائف الهاون على دمشق وحلب.. أهم مدينتين في تاريخ المسلمين.. وصار نتنياهو الأخ المنقذ والمخلص فيما بيريز الصديق العظيم والوفي..
قد أكون منحازا لشخص الرئيس الأسد.. وقد أكون من أكثر الناس نفورا من منتجات لغة المديح الهوجاء التي ينفر منها الرئيس الأسد نفسه.. وأحس أن المديح مهما تألق بقي أقرب إلى الذم لأن المديح كأنه إضاءة وومضة في ليل يبحث عن قبس يستدل به الناس إلى الممدوح الغارق في العتمة.. أما ضوء الشموع في وضح النهار فإنها مذمة لنور الشمس واتهاما له أنه لا يكفي عيوننا أو أن عيوننا عمياء لن ترى.. ولكن الحقيقة هي أنني منحاز لنهج الرئيس الأسد.. ولإنجازه الوطني.. ولأنه أذهلني بصبره وهدوء أعصابه أمام أشرس شر عرفه النوع البشري.. وكنت أحس أحيانا أن حجم الضغط النفسي الهائل الذي يتعرض له هذا الرجل فوق طاقة التحمل البشري.. لكنه كان دوما يتمتع بهدوء ورباطة جأش وببأس شديد يحسد عليه.. وبدا أن خصومه هم الذين يتعرضون للضغط النفسي الهائل وهم متوترون من قدرته على ضبط إيقاع اللاعبين كما يريد.. لأنه آمن بشعبه وبأن من استشهد في سبيل الوطن السوري لا يمكن إلا أن نكمل له وصيته ونتابع..
هذا الرئيس الاستثنائي الذي وصل في زمن استثنائي.. ووقف على مفترق طرق الزمن والتاريخ ليواجه ذروة ما وصل إليه العقل الشرير في العالم لا يمكن تهنئته إلا بطريقة استثنائية..
وحتى هذه اللحظة لم تصلني الكلمات التي تستحق أن تمنح شرف الوقوف بين يدي رئيس استثنائي.. وتكون مصممة لأول مرة ولم تخرج من مصانع اللغة قبل اليوم.. ولم تعرف اسم قائد أسطوري قبل اليوم.. ولم تتوصل إليها تكنولوجيا الكلام وهندسة جينات الأبجدية.. ولم ينجبها شعر أو نثر.. ولم يتم إذلالها بين يدي ملوك ورؤساء.. ولا تنحني ولا تقبل النعال في بلاط أو قصر.. ولا تهمي على يد جنرال.. بل تعانق الأبطال وتهديهم قطعا من قلبها الماسي..
اعذرني يا سيادة الرئيس.. واغفر لي تعثر لغتي التي تلعثمت.. وأرجو أن تعرف أن جيادي البرية لا تستجيب لسياط قلمي فهي تتهيب من أن تجر عربات اللغة لتحمل إليك وفود الكلام والعبارات والجمل التي تيبست مفاصلها وتقوست فقراتها عبر الزمن وهي تنحني لأصحاب الجلالة والفخامة.. وجيادي لا تقبل اليوم إلا أن تحمل تهنئة لا تشبهها تهنئة.. فأنا لاأزال أنتظر كلاما لم يصل بعد.. ولم تخترعه أبجدية.. وهو لايزال في بطن لغة الإلياذة التي تزوجت الشعر الملحمي لهوميروس.. وتنتظرك يوم التتويج.. مع شعبك العظيم.. وجيشك العظيم.. ياسيادة الرئيس..
قد أكون منحازا لشخص الرئيس الأسد.. وقد أكون من أكثر الناس نفورا من منتجات لغة المديح الهوجاء التي ينفر منها الرئيس الأسد نفسه.. وأحس أن المديح مهما تألق بقي أقرب إلى الذم لأن المديح كأنه إضاءة وومضة في ليل يبحث عن قبس يستدل به الناس إلى الممدوح الغارق في العتمة.. أما ضوء الشموع في وضح النهار فإنها مذمة لنور الشمس واتهاما له أنه لا يكفي عيوننا أو أن عيوننا عمياء لن ترى.. ولكن الحقيقة هي أنني منحاز لنهج الرئيس الأسد.. ولإنجازه الوطني.. ولأنه أذهلني بصبره وهدوء أعصابه أمام أشرس شر عرفه النوع البشري.. وكنت أحس أحيانا أن حجم الضغط النفسي الهائل الذي يتعرض له هذا الرجل فوق طاقة التحمل البشري.. لكنه كان دوما يتمتع بهدوء ورباطة جأش وببأس شديد يحسد عليه.. وبدا أن خصومه هم الذين يتعرضون للضغط النفسي الهائل وهم متوترون من قدرته على ضبط إيقاع اللاعبين كما يريد.. لأنه آمن بشعبه وبأن من استشهد في سبيل الوطن السوري لا يمكن إلا أن نكمل له وصيته ونتابع..
هذا الرئيس الاستثنائي الذي وصل في زمن استثنائي.. ووقف على مفترق طرق الزمن والتاريخ ليواجه ذروة ما وصل إليه العقل الشرير في العالم لا يمكن تهنئته إلا بطريقة استثنائية..
وحتى هذه اللحظة لم تصلني الكلمات التي تستحق أن تمنح شرف الوقوف بين يدي رئيس استثنائي.. وتكون مصممة لأول مرة ولم تخرج من مصانع اللغة قبل اليوم.. ولم تعرف اسم قائد أسطوري قبل اليوم.. ولم تتوصل إليها تكنولوجيا الكلام وهندسة جينات الأبجدية.. ولم ينجبها شعر أو نثر.. ولم يتم إذلالها بين يدي ملوك ورؤساء.. ولا تنحني ولا تقبل النعال في بلاط أو قصر.. ولا تهمي على يد جنرال.. بل تعانق الأبطال وتهديهم قطعا من قلبها الماسي..
اعذرني يا سيادة الرئيس.. واغفر لي تعثر لغتي التي تلعثمت.. وأرجو أن تعرف أن جيادي البرية لا تستجيب لسياط قلمي فهي تتهيب من أن تجر عربات اللغة لتحمل إليك وفود الكلام والعبارات والجمل التي تيبست مفاصلها وتقوست فقراتها عبر الزمن وهي تنحني لأصحاب الجلالة والفخامة.. وجيادي لا تقبل اليوم إلا أن تحمل تهنئة لا تشبهها تهنئة.. فأنا لاأزال أنتظر كلاما لم يصل بعد.. ولم تخترعه أبجدية.. وهو لايزال في بطن لغة الإلياذة التي تزوجت الشعر الملحمي لهوميروس.. وتنتظرك يوم التتويج.. مع شعبك العظيم.. وجيشك العظيم.. ياسيادة الرئيس..
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!