هيثم المناع.. مناضل سوري أم جوكر فرنسي؟
الخميس، 04 نيسان، 2013
أوقات الشام
سامح سميح محمود
استحق هيثم المنَّاع بجدارة لقب الشَّخصية الأكثر جدلاً خلال العامين المنصرمين، فالبعض (مؤيَدين ومعارضين على حدٍّ سواء) يرون فيه مناضلاً وقامة وطنية، والبعض يرى فيه عميلاً وخائناً لا أكثر.
بالرغم من الجدل المثار حوله إلا أن معظم السوريين والقوى المحلِّية والإقليمية والدوليَّة الفاعلة على السَّاحة السُّورية يرون فيه شخصيةً توافقية وسطية، فهو على مسافة واحدة من جميع الأطراف.
في مقالي السَّابق "الهامستر السُّوري والتَّجربة النيكاراغوية" تحدثت عن الجوكر الأمريكي فيولتا تشامورو وكيف استطاعت الإدارة الأمريكية الالتفاف والخروج من الحرب النيكاراغوية عبر الباب لتدخل من الشباك ولتحقق بالسياسة ما لم تستطع أن تحققه بالقوة.
هنا أسأل: هل إنَّ هيثم المنَّاع هو حقاً مناضل ومعارض وطني؟ أم هو حصان طروادة وجوكر فرنسي يوازي فيولتا تشامورو بنسخةٍ سورية وببصماتٍ فرنسية؟
سيقول البعض أن هيثم المنَّاع لا طموح سياسي له، فهو عادى الجميع دون استثناء، ومن المعروف أن السِّياسة هي نوع من فنون المقامرة، فمهما كبر حجمك أو صغر إن لم تُراهن على تحالفات أو قوى إقليمية فقيمتك تساوي الصِّفر.
وهنا أقول أنَّ هذه المعادلة صحيحة تماماً، ولكن دائماً في التَّسويات الكبرى الحل يجب أن يبدأ من الناتج "صفر" وهذا ما اشتغلت عليه القوى الدَّاعمة للـ"ثورة" السُّورية عبر تصفير مواقف هيثم المنَّاع ليبقى ورقة الاحتياط التي قد يتم الزَّج بها للدُّخول من خلالها إلى معترك الحياة السِّياسية.
في المقلب الآخر نرى أن القيادة السُّورية كانت على وعي واستقراء مبكرين لهذه المعادلة، فتم تهيئة فاروق الشَّرع كي يكون هو الورقة الموازية لهيثم المنَّاع لكن ببصمةٍ سورية خالصة.
"إذا كنت لا ترى إلا ما يظهره النُّور، ولا تسمع إلا ما تعلنهُ الأصوات، فأنت لا ترى ولا تسمع".
جبران خليل جبران..
يقول هيثم المنَّاع: "لن أعود على ظهر دبابة"
هذا الكلام جميل جداً، ولكن ماذا عن ما لم يقلهُ هيثم المنَّاع؟
أعيد نشر هذه الوثيقة في العام 2009 من قبل صحيفة صوت اليسار العراقي تحت عنوان "".
أنا واثق من أن هيثم المنَّاع لن يعود على ظهر دبابة، لأن التدخُّل العسكري في سوريا لم ولن يحصل لأسبابٍ بات الجميع يعرفها.
من ناحيةٍ أخرى سأتجاوز التحليلات عن كون المنَّاع عضواً في هيئة التَّنسيق التي لم تصدر بياناً واحداً تدين المجازر المرتكبة من قبل جبهة النُّصرة و"الجيش الحر" وسأنتقل للحديث عن اللقاء الذي طبَّلت وزمَّرت له محطات عديدة كالميادين والمنار على أنه يحملُ في طيَّاتهِ كلاماً إيجابياً من مناضلٍ كبير، هذا اللقاء كان قد أجراه غسان بن جدو مع هيثم المناَّع يوم الجمعة الفائت عبر برنامج في الميادين.

إذن.. لا مشكلة في قصف وتدمير حلب؟!!!
فكل ما يجري في حلب من قصف وقتلٍ ومجازر وسرقة للمعامل لا ينهي الطابع الدِّيمقراطي للثَّورة؟!!!!
إذن المشكلة تكمن فقط في حلبنة دمشق، أما سكان حلب هم أبناء البطَّة السَّوداء، فقتلهم وقصفهم بالكيماوي لم ولن ينهي ديمقراطية الثَّورة أبداً!!!!
إذن.. ليست المشكلة مع المناع في التَّمويل والتَّسليح وإذكاء نار الحرب، المشكلة لديه في ضمان أن تصل هذه الأموال لمُستحقِّيها الذين أمعنوا في قتل السُّوريين.
في النِّهاية أقول: إنَّ الأميَّة كانت سابقاً هي صفةً ملازمةً لمن لا يجيد القراءة والكتابة، أما اليوم فهذه الصِّفة تُطلق على كل من لا يُحسن الكتابة أو القراءة ما بين السطور.
فَهل سيخلعُ هذا الوطنُ ثوبَ الأمِّيةِ يوماً؟ أم إنَّ أمَّة ما أنا بقارئ ستُحافظ على إرثها الأمِّي؟