الأربعاء، 17 نيسان، 2013
أوقات الشام
سمير الفزاع
لكل معركة نتائجها ، وهذه النتائج لا تتوقف عند عدد القتلى والجرحى والمعاقين والفارين ، ولا عند الأليات المدمرة والمرافق التي تعطلت ، ولا عند أنماط الحياة التي تبدلت ... . لكل حرب نتائجها التي تتجاوز الإطار المكاني والزماني الذي إندلعت فيه ، فقد تمتد نتائج معركة لعقود أو لقرون ، وقد تشمل نتائج معركة وقعت في منطقة جغرافية ما ، إقليم بأكمله أو العالم بكليته . لذلك يجب تتبع تأثير خيوط الزمن التي نشأت في ميدان المعركة والتي قد تتطاول لفترة طويلة جداً من الوقت ، ويجب متابعة إرتدادات القذائف والصواريخ والغارات والدماء ... لندرك إلى أي مدى جغرافي إمتدت ، وعلى أي نحو زماني تموضعت . لا وجود لحرب عبثية ، بلا أي هدف وبدون أية نتائج . الحرب تعبير عنيف عن إرادة سياسية ، وهذه الإرادة السياسة قد تكون في وضع مريح فتكون الحرب توسّعاً ، وقد تكون مأزومة فيكون الدافع من وراء الحرب الخروج من الأزمة ، وإزالة الإنسداد من الأفق . بناءاً على ما تقدم ، أي نوع من الحروب هو الذي يشنّ على سوريا اليوم ؟ أهي حرب المرتاح أم المأزوم ؟ بعيداً عن فوضى الكلام وتطاير المفاهيم ، وبعيداً عن الحرب الدعائية والإعلاميّة ، وبعيداً عن جُبن وترف وعمالة الكثير ممن يدّعون المعارضة اليوم ... . سأحاول أن أقدم هنا رؤية إستراتيجيّة لهذه الحرب منطلقاً من فرضية مفادها " إن الولايات المتحدة الأميركية تعيش جملة من المشكلات الكبرى ، سياسيّا وإقتصاديّاً وعسكريّاً وأمنيّاً وإجتماعيّاً وبنويّاً ... وأن هذه المشكلات مجتمعة أصبحت اليوم تُشكل تهديد جدي وعميق لمصير ومستقبل هذه الدولة الإمبراطوريّة . وأن مخرجها المرحلي الوحيد من هذا المأزق التاريخي ، هو إنجاز المزيد من السيطرة على مكامن الطاقة ومراحل تصنيعها وطرق نقلها وإدارة نواتجها وفوائضها المالية ... ، والقبض بشدة على المزيد من مفاتيح الجغرافيا . حتى تتمكن من تحويل ذلك كلّه الى رصيد من السيطرة والهيمنة والتفرد من جهة ، ومعالجة جملة المشاكل التي ذكرتها سابقاً من جهة أخرى " .
لماذا سوريا ؟
إذا بحثت عن قلب العالم ستجده في المشرق العربي ، وإذا أردت وصفاً دقيقاً لعقدة المواصلات التجارية والعسكرية وأهم الممرات المائية والبريّة فأنظر الى خريطة المشرق العربي ، وإذا بحثت عن نصف طاقة العالم المؤكدة فسوف تجدها في المشرق العربي ، وإذا فتشت عن أعرق الحضارات وأكثرها تأثيراً في مسيرة الكون التاريخية لن تجدها إلا في المشرق العربي ، وإذا تتبعت مهبط الوحي وحيث يزدحم الأنبياء والرسل فسوف تصل حتماً إلى المشرق العربي ، وإذا أردت التعرف إلى أغرب كيان في تاريخ البشرية " كيان العدو الصهيوني " فلن تجده إلا في المشرق العربي ... . وأين سوريا من هذا المشرق ؟ سؤال يحمل في طياته الإجابة الكاملة على هذا السؤال ، وعلى السؤال السابق لماذا سوريا ؟ . إذا ما سأقدمه لاحقاً هو بعض الإجابة عن السؤالين السابقين .
* إختار قراء موقع الشبكة الإخبارية الأميركية " cnn " باللغة العربية السيد الرئيس بشار الأسد ليكون شخصية عام 2009 بنسبة 67 % وذلك بحصوله على 20687 صوتاً من أصل 30679 صوتاً الذين شاركوا في عملية الاستفتاء ، " بعد تنافس دراماتيكي شارك فيه أكثر من 30 ألف شخص ، وشهدت أيامه الأخيرة تقلبات محمومة في النتائج ، التي كانت تميل في البدء لصالح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان " .
لكل معركة نتائجها ، وهذه النتائج لا تتوقف عند عدد القتلى والجرحى والمعاقين والفارين ، ولا عند الأليات المدمرة والمرافق التي تعطلت ، ولا عند أنماط الحياة التي تبدلت ... . لكل حرب نتائجها التي تتجاوز الإطار المكاني والزماني الذي إندلعت فيه ، فقد تمتد نتائج معركة لعقود أو لقرون ، وقد تشمل نتائج معركة وقعت في منطقة جغرافية ما ، إقليم بأكمله أو العالم بكليته . لذلك يجب تتبع تأثير خيوط الزمن التي نشأت في ميدان المعركة والتي قد تتطاول لفترة طويلة جداً من الوقت ، ويجب متابعة إرتدادات القذائف والصواريخ والغارات والدماء ... لندرك إلى أي مدى جغرافي إمتدت ، وعلى أي نحو زماني تموضعت . لا وجود لحرب عبثية ، بلا أي هدف وبدون أية نتائج . الحرب تعبير عنيف عن إرادة سياسية ، وهذه الإرادة السياسة قد تكون في وضع مريح فتكون الحرب توسّعاً ، وقد تكون مأزومة فيكون الدافع من وراء الحرب الخروج من الأزمة ، وإزالة الإنسداد من الأفق . بناءاً على ما تقدم ، أي نوع من الحروب هو الذي يشنّ على سوريا اليوم ؟ أهي حرب المرتاح أم المأزوم ؟ بعيداً عن فوضى الكلام وتطاير المفاهيم ، وبعيداً عن الحرب الدعائية والإعلاميّة ، وبعيداً عن جُبن وترف وعمالة الكثير ممن يدّعون المعارضة اليوم ... . سأحاول أن أقدم هنا رؤية إستراتيجيّة لهذه الحرب منطلقاً من فرضية مفادها " إن الولايات المتحدة الأميركية تعيش جملة من المشكلات الكبرى ، سياسيّا وإقتصاديّاً وعسكريّاً وأمنيّاً وإجتماعيّاً وبنويّاً ... وأن هذه المشكلات مجتمعة أصبحت اليوم تُشكل تهديد جدي وعميق لمصير ومستقبل هذه الدولة الإمبراطوريّة . وأن مخرجها المرحلي الوحيد من هذا المأزق التاريخي ، هو إنجاز المزيد من السيطرة على مكامن الطاقة ومراحل تصنيعها وطرق نقلها وإدارة نواتجها وفوائضها المالية ... ، والقبض بشدة على المزيد من مفاتيح الجغرافيا . حتى تتمكن من تحويل ذلك كلّه الى رصيد من السيطرة والهيمنة والتفرد من جهة ، ومعالجة جملة المشاكل التي ذكرتها سابقاً من جهة أخرى " .
لماذا سوريا ؟
إذا بحثت عن قلب العالم ستجده في المشرق العربي ، وإذا أردت وصفاً دقيقاً لعقدة المواصلات التجارية والعسكرية وأهم الممرات المائية والبريّة فأنظر الى خريطة المشرق العربي ، وإذا بحثت عن نصف طاقة العالم المؤكدة فسوف تجدها في المشرق العربي ، وإذا فتشت عن أعرق الحضارات وأكثرها تأثيراً في مسيرة الكون التاريخية لن تجدها إلا في المشرق العربي ، وإذا تتبعت مهبط الوحي وحيث يزدحم الأنبياء والرسل فسوف تصل حتماً إلى المشرق العربي ، وإذا أردت التعرف إلى أغرب كيان في تاريخ البشرية " كيان العدو الصهيوني " فلن تجده إلا في المشرق العربي ... . وأين سوريا من هذا المشرق ؟ سؤال يحمل في طياته الإجابة الكاملة على هذا السؤال ، وعلى السؤال السابق لماذا سوريا ؟ . إذا ما سأقدمه لاحقاً هو بعض الإجابة عن السؤالين السابقين .
* إختار قراء موقع الشبكة الإخبارية الأميركية " cnn " باللغة العربية السيد الرئيس بشار الأسد ليكون شخصية عام 2009 بنسبة 67 % وذلك بحصوله على 20687 صوتاً من أصل 30679 صوتاً الذين شاركوا في عملية الاستفتاء ، " بعد تنافس دراماتيكي شارك فيه أكثر من 30 ألف شخص ، وشهدت أيامه الأخيرة تقلبات محمومة في النتائج ، التي كانت تميل في البدء لصالح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان " .
قال موقع " cnn " في معرض تحليله لنتائج الاستفتاء : إن الرئيس الأسد كان أحد أبرز الوجوه السياسية إقليمياً ودولياً خلال الفترة الماضية ، مُرجعاً اختياره شخصية عام 2009 إلى نجاحه في مواجهة الضغوط التي استهدفت سوريا منذ العام 2005 ، وتوطيد علاقات سورية مع الدول العربية والأوروبية ، إضافة إلى العلاقات المتميزة مع الدول الإقليمية بما فيها إيران وتركيا . وتطورت العلاقات السورية ـ اللبنانية بشكل لافت ، وكان الأسد نجم " قمة الدوحة الطارئة " أثناء العدوان الصهيوني على غزة والتي اتخذت قرارات من أجل نصرة غزة ودعم الشعب الفلسطيني ، كما كان الطرف الأبرز في المصالحة العربية التي أطلقت في قمة الكويت في كانون الثاني 2009 ، والقمة الرباعية التي عقدت في شهر آذار 2009 في الرياض بمشاركة الرئيس الأسد وقادة السعودية والكويت ومصر ، وكان الضيف الأبرز لباريس خلال زيارته إليها في منتصف تشرين الثاني من ذات العام ، وقدم خلال هذا العام " 2009 " رؤيته الأهم والأخطر سياسيّاً وإقتصادييّاً ، وهي فكرة البحار الأربعة التي تناول فيها ربط بحار : " الأسود وقزوين والخليج العربي وحتى البحر الأحمر بالمتوسط " . وفي العام 2010 وفي الأسبوع الأخير من شهر شباط عقد الرئيس بشار حافظ الأسد قمّته الأكثر تحديّاً وإيحاءاً ، والتي إستضاف فيها الرئيس أحمدي نجاد والسيد حسن نصر الله . لقد كان واضحاً جداً أن هذا الرجل بات خطراً لا يحتمل التأجيل ، وتحدي لا يمكن الصبر عليه طويلاً ، لأن سياق سلوكه وسياسته أصبحت تهدد الكثيرين في العمق . وزاد من خطورة الرئيس بشار حافظ الأسد الثروات الهائلة من النفط والغاز التي كشف النقاب عنها في العام 2007 قبالة السواحل السورية ، والتي تقدر مداخيلها ما بين " 45 - 50 " مليار سنويّاً . هل يمكن لأحد أن يتخيل إلى أي مدى سيذهب هذا الرجل مع هذه الثروة الطائلة ؟ هل يمكن الصبر عليه حتى تصبح هذه الثروة حقيقة واقعة في خزائن الدولة السوريّة ؟ ما هي المبالغ التي ستذهب إلى الجيش العربي السوري تسليحاً وتطويراً ؟ وأي أهداف ستكون لهذا الجيش ؟ إن الإجابة عن كل سؤال من هذه الأسئلة وغيرها الكثير كفيل بأن يجعل المستقبل أسود وقاتم لأعداء سوريا وخصومها .
* سوريا بحدّ ذاتها هدف غال لكل من يفكر " بالقبض " على المشرق العربي ، ولكل من يسعى للإمساك بقلب وعقل هذا المشرق . يوماً قال جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكي في عهد الرئيس "دوايت أيزنهاور" : إنّ سوريا موقع حاكم في الشرق الأدنى . إنها أكبر حاملة طائرات ثابتة على الأرض في هذا الموقع الذي هو نقطة التوازن تماماً في الإستراتيجية العالمية ... وهذا موقع لا يجازف به أحد ... ولا يلعب فيه طرف " . من إمتلكها إمتلك مفاتيح المشرق ، وسيطر على العصب الذي يصل المشرق بإوروبا ، وكانت له الكلمة الفصل في تدفق الغاز والنفط من شرايين المشرق إلى مستهلكيه في أوروبا وأمريكا بأقرب الطرق وأيسرها ، من سواحل المتوسط إلى مستهلكية مباشرة . وزاد في أهميّة هذه الأرض الإمكانات النفطيّة والغازيّة الهائلة التي إكتشفت على سواحلها فيما بات يعرف بـإسم " الجرف الشامي " .
* الجمهورية العربيّة السورية خاضت في العام 1973 الحرب الأهم في تاريخ الصراع العربي الصهيوني بشراكة كاملة مع الجيش العربي المصري ، وعدد من الوحدات العربية المقاتلة الأخرى . ولكنه بقي وحيداً في ساحة المعركة لشهرين تقريباً بعد أن " باع " انور السادات هذه الحرب لهنري كيسنجر ، مقابل إتفاقيّة سلام مهينة ما زالت تتكشف فصولها السريّة التي قيّدت مصر وأسلمتها كاملة لأمريكا وكيان العدو . حتى وصل الأمر بأحد المسؤلين المصريين أن يقول حرفيّاً قبل ثلاثة أعوام تقريبا " إن رئيس مصر يجب أن ترضى عنه أمريكا ولا تعارضه " إسرائيل " . وبعد أربعين عاماً " 1973 - 2013 " ، ها هو الجيش العربي السوري يخوض الحرب وحيداً منذ ثلاثة أعوام ، ضد هذا الغزو الجديد المسمى " ربيعاً عربيّاً " . وهو مصمم على النصر ، وسيكون لصموده وإنتصاره آثاراً تفوق بأضعاف نصر تشرين . لم ينسى أعداء هذا الجيش تشرين ، وبكل تأكيد سيكون لنصره 2013 تداعيات ستعلق بذاكرتهم ووجدانهم وتفاصيل حياتهم طويلاً جداً جداً .
* إن أهم عقبة أمام تصفية القضية الفلسطينية نهائياً ، والدخول إلى مرحلة التطبيع الشامل بين الكيان الصهيوني وعرب الإعتلال هي سوريا . لا يحتاج الأمر أكثر من نظرة سريعة لقادة هذه الأمة ، وإسترجاع بسيط لعدد بسيط جداً من التصريحات والمواقف العلنية التي تدعو إلى هذه " الصفقة " . وما حدث في قمّة الدوحة - مؤخراً - مشهد مكثف بصورة مذهلة لهذه الثنائية ، هجوم على سوريا ورغبة دفينة لمحوها عن الوجود بصورتها الحاليّة ، والدعوة لإرساء السلام مع كيان العدو الصهيوني .
* إن الدولة العربيّة التي تمنع بقية الدول العربيّة من الدوران بشكل مطلق في الفلك الأميركي هي سوريا . ولولا سوريا لعدنا إلى مرحلة المندوب السامي البريطاني ، الذي كان يُدير من القاهرة ثلثي الوطن العربي . فيخلق دولاً وينهي وجود أخرى ، ويبدع أنظمة ويسقط أخرى ... . قد يقول قائل ، إن ما نراه في هذه الدول اليوم هو شبيه جداً بما كانت عليه بالأمس ، أقول ما كان بالأمس هو إستعمار المرتاح وأمّا ما كنّا سنراه مع الأمريكي - بدون صمود سوريا ومقومتها - هو إستعمار المضطر والمأزوم ، والفرق بينهما كبر جداً جداً . بشكل مبسط ، إنه الفرق بين من يسرق على مهل ، وبين من يسرق بنَهَم وتوتر ، سيقوم هذا الأخير بكل ما هو معقول وما هو غير معقول ليعالج نهمه وينهي توتره ، ولنا في أمّة الهنود الحمر خير مثال لتوضيح المعنى . ستكون سوريا هذه بصبرها وصمودها وإنتصارها ، هي الرافعة الحقيقيّة لخلق واقع عربي جديد مختلف بكل تأكيد عمّا نراه اليوم في وطننا العربي .
* سوريا بحدّ ذاتها هدف غال لكل من يفكر " بالقبض " على المشرق العربي ، ولكل من يسعى للإمساك بقلب وعقل هذا المشرق . يوماً قال جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكي في عهد الرئيس "دوايت أيزنهاور" : إنّ سوريا موقع حاكم في الشرق الأدنى . إنها أكبر حاملة طائرات ثابتة على الأرض في هذا الموقع الذي هو نقطة التوازن تماماً في الإستراتيجية العالمية ... وهذا موقع لا يجازف به أحد ... ولا يلعب فيه طرف " . من إمتلكها إمتلك مفاتيح المشرق ، وسيطر على العصب الذي يصل المشرق بإوروبا ، وكانت له الكلمة الفصل في تدفق الغاز والنفط من شرايين المشرق إلى مستهلكيه في أوروبا وأمريكا بأقرب الطرق وأيسرها ، من سواحل المتوسط إلى مستهلكية مباشرة . وزاد في أهميّة هذه الأرض الإمكانات النفطيّة والغازيّة الهائلة التي إكتشفت على سواحلها فيما بات يعرف بـإسم " الجرف الشامي " .
* الجمهورية العربيّة السورية خاضت في العام 1973 الحرب الأهم في تاريخ الصراع العربي الصهيوني بشراكة كاملة مع الجيش العربي المصري ، وعدد من الوحدات العربية المقاتلة الأخرى . ولكنه بقي وحيداً في ساحة المعركة لشهرين تقريباً بعد أن " باع " انور السادات هذه الحرب لهنري كيسنجر ، مقابل إتفاقيّة سلام مهينة ما زالت تتكشف فصولها السريّة التي قيّدت مصر وأسلمتها كاملة لأمريكا وكيان العدو . حتى وصل الأمر بأحد المسؤلين المصريين أن يقول حرفيّاً قبل ثلاثة أعوام تقريبا " إن رئيس مصر يجب أن ترضى عنه أمريكا ولا تعارضه " إسرائيل " . وبعد أربعين عاماً " 1973 - 2013 " ، ها هو الجيش العربي السوري يخوض الحرب وحيداً منذ ثلاثة أعوام ، ضد هذا الغزو الجديد المسمى " ربيعاً عربيّاً " . وهو مصمم على النصر ، وسيكون لصموده وإنتصاره آثاراً تفوق بأضعاف نصر تشرين . لم ينسى أعداء هذا الجيش تشرين ، وبكل تأكيد سيكون لنصره 2013 تداعيات ستعلق بذاكرتهم ووجدانهم وتفاصيل حياتهم طويلاً جداً جداً .
* إن أهم عقبة أمام تصفية القضية الفلسطينية نهائياً ، والدخول إلى مرحلة التطبيع الشامل بين الكيان الصهيوني وعرب الإعتلال هي سوريا . لا يحتاج الأمر أكثر من نظرة سريعة لقادة هذه الأمة ، وإسترجاع بسيط لعدد بسيط جداً من التصريحات والمواقف العلنية التي تدعو إلى هذه " الصفقة " . وما حدث في قمّة الدوحة - مؤخراً - مشهد مكثف بصورة مذهلة لهذه الثنائية ، هجوم على سوريا ورغبة دفينة لمحوها عن الوجود بصورتها الحاليّة ، والدعوة لإرساء السلام مع كيان العدو الصهيوني .
* إن الدولة العربيّة التي تمنع بقية الدول العربيّة من الدوران بشكل مطلق في الفلك الأميركي هي سوريا . ولولا سوريا لعدنا إلى مرحلة المندوب السامي البريطاني ، الذي كان يُدير من القاهرة ثلثي الوطن العربي . فيخلق دولاً وينهي وجود أخرى ، ويبدع أنظمة ويسقط أخرى ... . قد يقول قائل ، إن ما نراه في هذه الدول اليوم هو شبيه جداً بما كانت عليه بالأمس ، أقول ما كان بالأمس هو إستعمار المرتاح وأمّا ما كنّا سنراه مع الأمريكي - بدون صمود سوريا ومقومتها - هو إستعمار المضطر والمأزوم ، والفرق بينهما كبر جداً جداً . بشكل مبسط ، إنه الفرق بين من يسرق على مهل ، وبين من يسرق بنَهَم وتوتر ، سيقوم هذا الأخير بكل ما هو معقول وما هو غير معقول ليعالج نهمه وينهي توتره ، ولنا في أمّة الهنود الحمر خير مثال لتوضيح المعنى . ستكون سوريا هذه بصبرها وصمودها وإنتصارها ، هي الرافعة الحقيقيّة لخلق واقع عربي جديد مختلف بكل تأكيد عمّا نراه اليوم في وطننا العربي .
* إن الغاية من وراء مشروع الشرق الأوسط الجديد ، الذي دُشن بنسخته الدموية في العام 2003 بإحتلال عاصمة الرشيد - بغداد - هو تجديد شباب أمريكا . بضخ المزيد من الدماء الجديدة في عروقها التي بدأت تجف ، وبعث الحياة في جلدها الذي بدأ بالتشقق . فقد أصبح بديهي أن دماء أمريكا لا تتجدد إلا بإراقة المزيد من دماء الشعوب والأمم وضخها إلى البدن الإمبراطوري المترامي . فلو تمكنت أمريكا من " بلع " العراق بما يمثله من حاضرة تاريخيّة ، وطاقات لا تنضب من النفط ، وتمكنت من " تجدين " سوريا ، وإرساء خططها النفطيّة والغازية والمائيّة والسياسيّة ... لكان ذلك سبباً أكيداً في إطالة عمر أمريكا كقوة وحيدة ومتسيدة لكل العالم لخمسين عاماً أخرى على الأقل . لكن مقاومة الشعب العراقي العظيم بكل فصائله الشريفة ، والدعم السوري الكبير الذي تلقته معظم هذه الفصائل ، والحرب المفتوحة التي خاضتها سوريا ضد هذا المشروع ... . إنتهت أخيراً إلى هزيمة مشروع الشرق الأوسط الجديد - بنسخته العنفية - وتوجت هذه الهزمة بالإنسحاب الأمريكي المذلّ تحت جنح الظلام من العراق الحبيب .
* في النسخة المحدثة للشرق الأوسط الجديد - الربيع العربي - كان من المفروض أن يقفز عدد الأقطار العربيّة إلى الضعف ، ويتكاثر عدد الملوك والرؤساء والشيوخ بعدد الطوائف والمذاهب والأديان والقوميات ... . مع الحفاظ على ثابتين أساسيين : تدفق دائم وسلس للنفط والغاز . وليبيا التي يقاتل الكل فيها الكل مع إنتظام دقيق لتدفق الغاز والنفط إلى مستهلكيه الغربيين مثال صارخ على هذا الثابت . والثابت الآخر هو سلامة كيان العدو الصهيوني . هل عاد هناك من يتحدث عن جرائمه اليوميّة ؟ من نهب للأرض ، وتهجير للناس ، وحرق المحاصيل والمزروعات ، ومصادرة الأراضي ، وبناء المستوطنات ، وحرمان ألآف البشر من حريتهم خلف القضبان وكثير منهم محبوس بلا تهمة أو تحقيق ، وحصار مستمر لمليون ونصف المليون مواطن في قطاع غزة منذ سنوات ... . سقوط سوريا كان يعني سقوط الحاجز الأهم والأخير لإنطلاق هذا المشروع المجنون . ولكن سوريا وحدها وقفت في وجه هذا المشروع الأخبث والأخطر ، ومرة أخرى تكون سوريا سبباً في تعميق جراح أمريكا ، وزيادة نزفها ، وسقوط مشاريعها .
تلك رؤية لا تغيب عن عقلي ووجداني ، وتفسر لي الكثير الكثير من الأسباب التي تجعل من الحرب على سوريا أمراً حتميّاً ودائماً بأشكالها المتعددة ، فقد تأخذ شكلاً عسكريّاً أو أمنيّاً أو إقتصاديّاً أو سياسيّاً أو دبلوماسيّاً أو إعلاميّاً ... وقد تكون خليطاً من ذلك كلّه كما يجري اليوم . وتلك الأسباب عينها التي تجعلني على يقين بأن نصر سوريا محتم . ربما هي طبيعتي الحالمة ، ولكن من يقول إن الواقع قد يحيى ويتطور بلا حلم ؟!
* في النسخة المحدثة للشرق الأوسط الجديد - الربيع العربي - كان من المفروض أن يقفز عدد الأقطار العربيّة إلى الضعف ، ويتكاثر عدد الملوك والرؤساء والشيوخ بعدد الطوائف والمذاهب والأديان والقوميات ... . مع الحفاظ على ثابتين أساسيين : تدفق دائم وسلس للنفط والغاز . وليبيا التي يقاتل الكل فيها الكل مع إنتظام دقيق لتدفق الغاز والنفط إلى مستهلكيه الغربيين مثال صارخ على هذا الثابت . والثابت الآخر هو سلامة كيان العدو الصهيوني . هل عاد هناك من يتحدث عن جرائمه اليوميّة ؟ من نهب للأرض ، وتهجير للناس ، وحرق المحاصيل والمزروعات ، ومصادرة الأراضي ، وبناء المستوطنات ، وحرمان ألآف البشر من حريتهم خلف القضبان وكثير منهم محبوس بلا تهمة أو تحقيق ، وحصار مستمر لمليون ونصف المليون مواطن في قطاع غزة منذ سنوات ... . سقوط سوريا كان يعني سقوط الحاجز الأهم والأخير لإنطلاق هذا المشروع المجنون . ولكن سوريا وحدها وقفت في وجه هذا المشروع الأخبث والأخطر ، ومرة أخرى تكون سوريا سبباً في تعميق جراح أمريكا ، وزيادة نزفها ، وسقوط مشاريعها .
تلك رؤية لا تغيب عن عقلي ووجداني ، وتفسر لي الكثير الكثير من الأسباب التي تجعل من الحرب على سوريا أمراً حتميّاً ودائماً بأشكالها المتعددة ، فقد تأخذ شكلاً عسكريّاً أو أمنيّاً أو إقتصاديّاً أو سياسيّاً أو دبلوماسيّاً أو إعلاميّاً ... وقد تكون خليطاً من ذلك كلّه كما يجري اليوم . وتلك الأسباب عينها التي تجعلني على يقين بأن نصر سوريا محتم . ربما هي طبيعتي الحالمة ، ولكن من يقول إن الواقع قد يحيى ويتطور بلا حلم ؟!