تحية من لبنان و العراق و فلسطين ,تحية من الاردن , و تحية من القلب . من خاصية الشعوب الاصيلة ان تمتحن , و قد جاء الامتحان عسيرا هذه المرة لكي يتغلب شعبنا العظيم عل ضعفه و ينتصر على آفاته . لقد اعطيتم درسا في الوعي و التماسك لجميع شعوب العالم الذي اجتمع عليكم بكل ما لديه من قوة فما زادكم ذلك الا ايمانا بانفسكم.
ان الغرب المفلس ماديا و روحيا ما زال يحاول خداع الجميع بانه حامل لواء الديقراطية و حقوق الانسان بينما يؤسس و يدعم دولة اسرائيل و ينتهك حقوق الشعوب محتلا لارضها و غازيا لها و ناهبا ثرواتها و محاولا اذلال شعويها .ان ليس لهذا الغرب في جعبته سوى القتل و الابادة و التشويه و التهجير و الاعتداء و محو الهوية الثقافية و التطبيع مع واقع عدو للانسانية و تحويل شعوب الارض كلها الى مجرد سراب و اخضاعها لمصير الشعوب الاصلية الهندية الامريكية التي ابادتهاالولايات المتحدة عن بكرة ابيها و حولت ثقافتها و تراثها الى مجرد اطلال لم يبق احد للتباكي عليها .
انه لبئس المصير ذلك الذي ينتظر من يصدق الاكاذيب الغربية و الوعود بغد افضل ينصف الناس او الذي يظن ان الغرب يمكن ان يقدم شيئا ما لنا . ان الغرب في افضل حالاته المتمثلة بحركات السلام و و النشاط السلمي و التضامني مع الشعوب المقهورة , انه حتى في هذه الحالة المميزة يأخذ اكثر مما يعطي فكيف في حال كان متآمرا عليكم و علينا و مدبرا للفتن و الفوضى و الفراغ الامني و ضياع الحقوق و الحرب الاهلية و سفك الدماء و مصادرة الثروات و نشر الرعب و الارهاب .
ان هذا الغرب يجب ان يعرف على حقيقته و تكشف نواياه الكامنة و حقبقته التي لم تتغير منذ الحروب الصليبية. لا يغرنكم احد بتأمين لكم غد افضل, و لا يغرنكم المال و العتاد و استعراض القوة و تلاوة البيانات , لا يغرنكم ذلك كله , ان هذا الغد المشرق انتم صانعوه, انتم و نحن في لبنان الصامد و فلسطين الصامدة و العراق الابي , نحن صانعو ذلك الغد المشرق لنا و لابنائنا و لكل شريف على هذه الارض الطيبة و لن يصنعه احد لنا و لقد سبق ان صنعناه على ايدي المقاومين البواسل , ابناء المقاومة الباسلة التي ابتكرت التاريخ بدل ان تخضع له و التي صنعت الانتصار الذي لن يغفره الغرب لنا و لكم و لذلك شحذ العدو اسلحته و جن جنونه و هو يريد ان ينتقم للانتصار المهين الذي اودى بجيشه و لطخ سمعته و سمعة قوته التي لا تقهر فاذا بها رهن حفنة من المقاومين الشرفاء يفعلون بها ما يريدون .
لقد قرر عدونا و عدوكم ان يهجم باسلحة مختلفة هذه المرة بعد ان هزم سلاحه الفتاك . قرر هذه المرة ان يجرب سلاح الفرقة و التشرذم و الفوضى و نشر الرعب و تهديد الامن و قرر ان يضع كل ذلك في قالب الديمقراطية و حقوق الانسان و ان يقدمه في طبق مسموم لكم و لنا , حذار ان تمدوا يدكم الى ذلك الطبق مهما عظم جوعكم و بلغ منكم العوز , حذار ان تمدوا يدكم الى ذلك الطبق المسموم
.أن الذي ابقى الشعلة حية و القضية حية هو موقف سوريا الشريف و تضحية المقاومين الشرفاء في لبنان و فلسطين و العراق , و اية حقوق تلك التي يعدونكم بها و ارضكم محتلة و شعبكم يرزح تحت الاحتلال و فلسطين جرح مفتوح والاماكن المقدسة منتهكة ؟ اية حقوق تلك التي يعدونكم بها و اي تغيير ذلك الذي يصفونه لكم ؟ هل سوف يعيدون الجولان ؟ هل سيعود الجولان ارضا سورية؟ ام هل ستحرر القدس ؟ ما هي تلك الحقوق و الحق الاساسي بالسيادة و الاستقلال منتهك و منتسى؟ اقول انكم لن تنعموا باي سلام و استقرار قبل ان يحرر الجولان و تستعاد فلسطين , كل فلسطين و يهزم عدوكم في كل مكان و زمان و تسترجع المقدسات و يستعيد انساننا كرامته . اننا نقف بجانبكم و نشد على ايديكم و ننتصر لتضامنكم و نحيي صمودكم و ننتظر منكم ان تكونوا على قدر الحدث و ان تنتصر عزيمتكم على كل تجربة منيتم بها . نحن و انتم واحد لا فرق بيننا , امة واحدة, مصير واحد, و تاريخ واحد و مستقبل واحد و لن تستطيع كل مؤامرات المفسدبن المستكبرين ان تغير حرفا واحدا من تلك الحقيقة الساطعة سطوع الشمس فانتصروا لنا كما انتصرنا لكم و قفوا بجانبنا كما وقفنا بجانبكم و كونوا اصدقاءنا و اصدقاء انفسكم .