حركة حماس تشتعل داخلياً بين الجناح العسكري والسياسي بسبب قطر وايران والقرضاوي | |
دام برس: الأوضاع داخل حركة "حماس" تتزايد بسرعة، ما يهدد وحدتها الداخلية بالتفكك،في أعقاب ظهور الخلافات بين قيادات الحركة إلى العلن مع رغبة أحد الأجنحة فيعودة "حماس" إلى أحضان إيران و"حزب الله" اللبناني، وفك التحالف مع النظام القطري. وقالت المصادر إن الجناح الراغب في إعادة التحالف داخل "حماس" مع طهران،يرى أن الخطوة الأولى في فك الارتباط مع الدوحة تأتي بخروج رئيس المكتب التنفيذي للحركة خالد مشعل منها، بسبب مواقفها المعادية لإيران و"حزب الله"،خصوصا في ما يتعلق بملف الأزمة السورية. الأزمة مرشحة للتصاعد مع فشل الاجتماع الأخير للمكتب التنفيذي لـ"حماس" في اسطنبول، الذي حضره مشعل وموسى أبومرزوق، فيإقرار موقف موحد، رغم الاتفاق على تشكيل وفدين لتسوية الخلاف مع إيران، يذهب الوفد الأول إلى بيروت لمقابلة قيادات "حزب الله"، بينما يتوجه الوفد الثاني إلىطهران، إلا أن بقية قيادات "حماس" لم تجمع على هذه الخطوة، ما كرّس الأزمةالتي تعيشها الحركة حالياً. وفجر الأزمة داخل "حماس" الخطبة النارية لرئيس الاتحاد العالمي للمسلمين يوسف القرضاوي في الدوحة بحضور مشعل، والتي شنَّ خلالها أمس الأول، هجوماً عنيفاً على "حزب الله"، واصفاً إيّاه بـ"حزب الشيطان"،ناعتاً أمينه العام حسن نصرالله بـ"الطاغية الأكبر"، متهماً طهران بالتحالف مع الصهيونية العالمية. خطاب القرضاوي لم تحتمله قيادات "حماس"، التي تمثل أول رد فعللها في إرسال عماد العلمي ومحمود الزهار، برسالة عاجلة إلى مشعل لتوضيح ما حصل، والضغط عليه للخروج على الرأي العام بإعلان تنصله بشكل صريح من تصريحات القرضاوي، بالتزامن مع رسالة حادة تحمل المضمون ذاته،من قيادة كتائب القسّام، الجناح العسكري لـ"حماس"، سلمت إلى رئيس حماس في غزة إسماعيل هنية. علمت “القدس العربي” من مصادر مطلعة جدا في حركة حماس الثلاثاء بأن كتائب القسام الجناح العسكري للحركة حسمت موقفها باتجاه الانحياز لصالح استمرار التحالف مع حزب الله اللبناني وايران، كطريق لتحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي بقوة السلاح بعد ان فشل المال العربي بتحرير اي شبر من الاراضي العربية المحتلة. وبحسب صحيفة "القدس العربي" الصادرة من لندن عبرت القيادة العسكرية لحماس بدعم من قيادات ذات الوزن الثقيل في غزة عن رفضها للاتهامات التي وجهها الشيخ يوسف القرضاوي للمقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله بخطبة صلاة الجمعة الماضية والتي القاها بالدوحة بحضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة. ووفق المصادر فان قيادة كتائب القسام عبرت في رسالة وجهتها للمكتب السياسي للحركة عن تمسكها بالتحالف القائم مع حزب الله اللبناني ، كاطار مقاومة على الجهة الشمالية من فلسطين التاريخة. وجاء في الرسالة التي وجهت لمشعل وباقي اعضاء المكتب السياسي للحركة في الخارج يوم الاثنين الماضي بان “تحرير فلسطين يأتي بالسلاح وليس بالمال” في اشارة الى رفض القسام امكانية ارتهان حماس الى التحالف مع دولة قطر كدولة داعمة ماليا لغزة على حساب ايران التي تمد “القسام” بالسلاح والمال في اطار دعمها للمقاومة لتحرير فلسطين وباقي الاراضي العربية المحتلة وفق ما جاء في الرسالة. واشارت المصادر بان قيادات من الوزن الثقيل للحركة في قطاع غزة مثل الدكتور محمود الزهار تساند الموقف الذي اتخذته القيادة العسكرية لحماس بالانحياز لصالح استمرار تحالف الحركة مع حزب الله وايران. والمحت المصادر الى ان وفدا من حماس يزور ايران حاليا يضم مروان عيسى قائد كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح للحركة في اطار تعزيز التحالف القائم منذ سنوات طويلة ما بين الحركة وجناحها العسكري من جهة وطهران من جهة اخرى. واوضحت المصادر بان رسالة القسام التي ابرق بها الاثنين الماضي لمشعل وباقي اعضاء المكتب السياسي للحركة طالبت بتجنيب الحركة من الوصول لمرحلة الاختيار ما بين قطر وايران، لان الاختيار سيكون لصالح المقاومة في اي مكان كانت، وذلك في اشارة الى انه سيتم اختيار ايران في نهاية الامر كداعم للمقاومة. وحسب المصادر فان رسالة القسام شددت على ان صمود المقاومة وتمكنها من اطلاق صواريخ الى داخل عمق اسرائيل في الحرب الاخيرة التي شنت على قطاع غزة كانت بفضل التحالف مع ايران وحزب الله اللبناني، وليس بفضل المال العربي، وذلك في اشارة للدعم المالي القطري. وجاء موقف كتائب القسام الذي قرر الانحياز لصالح استمرار التحالف مع حزب الله وايران في ظل الجدل الدائر في صفوف الحركة حول موقفها من تدخل حزب الله وايران لصالح النظام السوري الذي يواصل حربه ضد المعارضة السورية، في حين تواصل دولة قطر التي تستقبل قيادة حماس السياسية على اراضيها عقب خروجها من سوريا بالعمل العلني ضد ايران وحزب الله والتحريض عليهما. واشارت المصادر الى ان حماس في قطاع غزة تميل بشكل كبير نحو استمرار التحالف مع ايران وحزب الله حتى لو ادى استمرار ذلك التحالف الى خسارة الدعم القطري لحماس، وذلك تحت شعار “تحرير فلسطين يأتي بالسلاح وليس بالمال” في اشارة الى ان السلاح عند ايران وحزب الله والمال عند قطر ومن خلفها الدول الخليجية. وتعيش حماس وسط حالة من الخلافات بين أقطاب الحركة حول علاقة حماس بايران وقطر، فهناك تيار يطالب بالابقاء على التحالف مع ايران حتى لو ادى ذلك لخسارة الدعم القطري، بحجة ان حماس ستجد دولة تسمح لقادتها بالاقامة على اراضيها، الا انها لن تجد دولة تمدها بالسلاح مثل ايران لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي. وفيما تدفع قيادت حماس غزة الى تعزيز التحالف مع ايران وحزب الله حتى لو على حساب العلاقات مع قطر ، يحاول تيار مشعل امساك العصا من الوسط بحيث يتم الحفاظ على استمرار الدعم القطري المالي والسياسي لحماس مع الحفاظ على قناة اتصال مع ايران وحزب الله دون اظهار التحالف الاستراتيجي معهما الامر الذي لم يرق لكتائب القسام التي ابرقت للقيادة السياسية للحركة معبرة فيها عن موقفها المتمسك بالتحالف الاستراتيجي مع حزب الله وايران كطريق لتحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي بقوة السلاح وليس بالمال. |
↧
حركة حماس تشتعل داخلياً بين الجناح العسكري والسياسي بسبب قطر وايران والقرضاوي
↧