Quantcast
Channel: Respect: SALAM ALQUDS ALAYKUM – سلام القدس عليكم
Viewing all articles
Browse latest Browse all 27504

التوازن الاستراتيجي والحرب القادمة: هل على سوريا ان تخشى من الأردن ؟

$
0
0

‏الثلاثاء‏، 11‏ حزيران‏، 2013

خاص أوقات الشام

حسن حسيني

تستعد الولايات المتحدة لنصب منظومات باتريوت على الحدود الأردنية، لفرض حظر جوي أميريكي على سوريا قبل أن تقوم باستلام منظومات (إس-300) من روسيا في الخريف، وذلك بمسافة تتراوح بين 50 كلم و90 كلم من الحدود، أي على مسافة تتراوح ما بين 20 كلم إلى 60 كلم عن دمشق (وسطياً مسافة قدرها نحو 40 كلم جنوب دمشق) أي إلى جنوب الصنمين تقريباً. وهي أيضاً مسافة تغطي السويداء، وصولاً إلى شمال الشهباء، بالإضافة إلى قطاع يمتد في الصحراء على طول الحدود السورية-الأردنية.

تستعد الولايات المتحدة للتعاون مع حلفائها الفرنسيين والإنجليز والإسرائيليين للقيام بمهام خاصة داخل سوريا تتعلق بتحديد مواقع المضادات الجوية الواجب ضربها، والعمل على تخريبها وأيضاً على مساعدة العصابات الإرهابية على تنظيم صفوفها، فضلاً عن مدّها بالسلاح والمقاتلين. بينما يتم في هذه الأثناء تدريب السوريين اللاجئين في الأردن ليكونوا جزءاً من "الجيش الحر" بقيادة "العميد مناف طلاس"، وتحت إمرته وإدارته "لواء الضباط الأحرار"؛ حيث يتم تشكيل جيش جدي، مدعوم بالقوات الأميريكية والفرنسية والبريطانية والإسرائيلية والأردنية والخليجية؛ حيث تكون مهمة قوات "الجيش الحر" مساعدة قوات المهام الخاصة في رصد وتدمير بطاريات وأسلحة الدفاع الجوي، فضلاً عن تسليح وتدريب المقاتلين الموجودين في الداخل وتحديداً في 3 مناطق أساسية: الرستن، شرقي النبك والقلمون، بالإضافة إلى الريف الشرقي لدمشق. ولكي يتمكن العميد "طلاس" وقواته من تنفيذ هذه المهمة، سيتم فرض الحظر الجوي باستخدام "الباتريوت"، لخلق منطقة عازلة تمتد ما بين السويداء والجولان مروراً بدرعا. وبذلك، تحصر مدى استخدام منظومات "إس-300" بمسافة 100 كلم فقط داخل الأراضي الأردنية والإسرائيلية كحد أقصى (بدلاً من 200 كلم): مما يسمح بالطيران في المنطقة الجنوبية للأردن (حيث تقع "معان" المنتفضة حالياً).

وفي نفس الوقت تنوي الولايات المتحدة الاعتماد على أسطولها الخامس لقصف الدفاعات الجوية السورية وبنك الأهداف الحيوية المتوفر لديها بصواريخ "كروز" و"توماهوك" كما فعلت سابقاً في العراق، وبشكل مكثف، قبل إطلاق طائراتها وطائرات حلفائها لتغطية الأجواء الجنوبية من سوريا كمرحلة أولى.

ما أن تتوفر التغطية الجوية في أجواء درعا والسويداء والجولان، حيث يكون العميد "طلاس" وقواته متمركزين، تستطيع أن تتقدم القوات الأردنية، وتليها القوات الخليجية، ومن ورائهم القوات الأميريكية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية. حيث تتقدم المدرعات، ويحتمي المشاة بها. وتتبعهم بعدها الآليات العسكرية الأخرى.

هنا يتم احتلال القطاع الجنوبي من سوريا، والممتد ما بين الشهباء (شمال السويداء) والصنمين (شمال درعا) والقنيطرة في الجولان. وهناك يتحشد الجميع، ويتم تحويل هذه المنطقة إلى دويلة مستقلة؛ حيث يتم نقل بطاريات الباتريوت إليها، لتقوم بفرض حظر جوي يعطي دمشق من ثلاثة زوايا هذه المرة؛ ومن هناك يتم الزحف لمسافة 50 كلم إلى دمشق لإسقاطها. ونظراً لأن نظام الحكم والإدارة والقيادة والسيطرة في سوريا هي جميعاً مركزية، فبسقوط دمشق تسقط جميع المدن، أو في أسوأ الاحتمالات يتم التقدم بطريقة القدم، وربما يتم فتح الجبهة اللبنانية.

أما من الجهات الساحلية الغربية، أو الشمالية التركية أو الشرقية العراقية للحدود السورية، فلن يكون بالإمكان فعل أي شيء. ولكن سيكون بالإمكان الاعتماد على المقاتلين الذين ما زالوا يعملون في الداخل وتحديداً في الجهات الشرقية: في دير الزور وريف حلب والرستن والقلمون والريف الشرقي لدمشق.

أما سوريا، فهي قد حصّنت نفسها تماماً من الجبهات جميعاً، وتستعد لمواجهة الحرب الأميريكية على النحو التالي:

بالدرجة الأولى سيسعى الجيش والقوات المسلحة في سوريا للإسراع قدر الإمكان في عملية تأمين جنوب سوريا الممتد ما بين حمص ودرعا، وتصفية الإرهابيين فيها بالكامل وصولاً إلى الحدود مع العراق والأردن والجولان، في الوقت الذي سيدخلون فيه ريف حلب وحماه لتطويق "الرستن" والتأسيس للانطلاق باتجاه دير الزور.

وفي مقابل القوات الأميريكية وحلفائها ستستدعي سوريا حلفائها الروس والصينيين والإيرانيين ليقوموا بمساعدتها في وجه جيوش الحلفاء، كما أنها ستعتمد على المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين (الضفة وغزة) ليساعدوها أيضاً.

فبوجود منظومات "الياخونت" والـ "إس-300" سيكون بمقدور سوريا أن تحمي حدودها الغربية وسواحلها من الأساطيل البحرية للولايات المتحدة والأوروبيين وإسرائيل. وهناك أيضاً ستلعب روسيا دوراً مهماً في حماية السواحل السورية من خلال أسطولها في البحر الأبيض المتوسط. وبانشغال تركيا بشأنها الخاص، والتحالف العراقي مع سوريا، فضلاً عن تأمين الحدود اللبنانية بالفعل، تصبح الإشكالية محصورة بالحدود الجنوبية مع الأردن وإسرائيل.

الخطوة التالية ستتمثل في قيام المقاومات في لبنان والجولان والضفة وغزة بضرب المطارات الإسرائيلية والأردنية بالصواريخ لمنع استخدامها؛ وفي نفس الوقت ستعمد سوريا إلى استخدام صواريخ "اسكندر" لمعالجة "بطاريات الباتريوت" الأردنية-الأميريكية والتخلص منها.

أما للتعامل مع الأسطول الأميريكي الخامس، فسوف تنطلق عمليات استشهادية من جنوب سيناء ومن شرقي مصر والسودان لتنفيذ عمليات كتلك التي نفذت في اليوم (ومنها ضرب حاملة الطائرات "كول"). كما سيتم استخدام "القراصنة" الصوماليين للتعامل مع السفن السعودية والأميريكية والأوروبية والإسرائيلية عند عبورها عبر مضيق "باب المندب". هذا في الوقت الذي ستتوجه فيه الأساطيل الروسية والإيرانية للتعامل مع الأسطول الخامس - الذي أشبعه الإيرانيون دراسةً وتدريباً على استهداف - هذا غير إمكانية استخدام الصواريخ متوسطة المدى التي تملكها سوريا، ضد الأسطول الأميريكي الخامس.

بوجود الـ (إس-300) وبعمل القوات الروسية والصينية على الحدود الجنوبية مع سوريا، سيؤدي إلى فرض حظر جوي على أجواء الأردن وإسرائيل بشكل كامل، ولن يستطع اللأميريكيون القيام بخطتهم. وبغياب الباتريوت، ستكون الـ "إس-300 كافية لحماية سوريا من صواريخ "الكروز" و"التوماهوك" ريثما يتم ضرب الأسطول الأميريكي الخامس في البحر الأحمر كما تقدم ذكره، لوقف الضربات.

وبغياب الباتريوت والمطارات الأردنية والإسرائيلية، في ظل مظلة من صواريخ "إس-300" تنقلب الآية، ويصبح بإمكان القوات السورية التي تنعم بغطاء جوي فعال بواسطة الطائرات، وبالتالي يستطيع مقاتلوا المقاومات العربية والإسلامية (في سوريا ولبنان وفلسطين وربما تشاركهم المقاومة العراقية وغيرها) أن يتقدموا عبر الحدود الأردنية وعبر الحدود الإسرائيلية، يتبعهم الجيش العربي السوري والقوات الإيرانية، وتتبعهم جميعاً القوات الروسية والصينية. فيتم إنشاء منطقتين عازلتين: واحدة في الأردن والأخرى في إسرائيل. وهناك يصبح بالإمكان حشد مقاتلين محليين للقيام بانقلاب على السلطة في الدولتين.

إذاً فالوضع من حيث المبدأ متوازن استراتيجياً وعسكرياً. ولكنه دقيق وحساس، وما يتبقى يتوقف على حُسن الإدارة والتنفيذ على أرض الواقع.

Viewing all articles
Browse latest Browse all 27504

Trending Articles