الإثنين، 17 حزيران، 2013
حسين مرتضى
ما ان انجلت معركة الخامس من حزيران الفائت في القصير حتى بدت سوريا في هدنة قسرية، باستثناء محاولة المعارضة رفع معنويات عناصرها المنهارة، من خلال محاولة السيطرة على معبر القنيطرة.
حاول الكيان الاسرائيلي التعويض عن فقدانه أهم الممرات البرية، لتهريب السلاح والمسلحين والدعم اللوجستي في القصير، فلجأ الى تأمين التغطية المباشرة للمجموعات المسلحة للسيطرة على معبر القنيطرة. إلاّ أن الرد كان بالمرصاد، والنتيجة فشل من جديد.
ولعل ما أدلى به قائد ما يسمى ألوية الفرقان في القنيطرة محمد الخطيب خير دليل على العلاقة الحميمة. حيث شدد على أن الجماعات المسلحة لن تتوجه تجاه "إسرائيل" ولن يكون لها أي أعمال معادية تجاهها.
ما يثير الانتباه في الهجوم على معبر القنيطرة ايضاً أن هذا الهجوم يدل على ان المجموعات المسلحة أرادت السيطرة على المعبر لفتحه مع الكيان الاسرائيلي تمهيداً لما يسمى بالمنطقة العازلة أو الجدار الطيب بين المجموعات المسلحة وجبهة النصرة والكيان الاسرائيلي.
المجموعات المسلحة السورية واسرائيل والجدار الطيب بينهما
المجموعات المسلحة السورية واسرائيل والجدار الطيب بينهما
لم يكن هذا الحادث صدفة، بل هو استمرار لعمليات استراتيجية كانت قد بدأت منذ سيطرة المجموعات المسلحة على بلدة خربة غزال في ريف درعا، والتي تتمتع بموقع استراتيجي. دخول المجموعات المسلحة إلى تلك البلدة كان تحت الاشراف المباشر للاستخبارات الأردنية والإسرائيلية والأميركية عبر المجموعات المسلحة، في محاولة لتفريغ الجنوب السوري من الجيش ووسائل الاستطلاع والدفاع الجوي السوري، وتحويله إلى منطقة خارجة عن الدولة بعرض 50 كم بحيث يكون مجالها الجوي "الممر" الذي تعبره طائرات الكيان الإسرائيلية لقصف إيران والعودة عبره على نحو آمن.
عسكرياً، معروف أن أقصر خط بين القواعد الجوية الإسرائيلية وقلب إيران، بما في ذلك طهران وأصفهان، هو الذي يمر فوق منطقة حوران جنوب سوريا وفوق الأنبار العراقية، والذي لا يتجاوز طوله 1500 كم، ما يمكن الطائرات الإسرائيلية من تنفيذ مهمتها حتى دون الحاجة للتزود بالوقود جوا، لاسيما وأن العراق خال تماما من أي وسائط إنذار جوي مبكر أو وسائط دفاع جوي منذ سقوط النظام العراق السابق، حيث تستطيع طائرة F15قطع مسافة 5500 كم دون التزود بالوقود.
وتعتبر منطقة "حوران" العقبة الرئيسية على مسار هذا "الممر " أمام الطائرات الإسرائيلية، بالنظر لاحتوائه على ثلاث من كبريات محطات الاستطلاع والإنذار الجوي المبكر السوري ، فضلا عن بطاريات الصواريخ، تتوزع على "تل الحارة" و منطقة شرقي درعا.
لم تتوقف المحاولات الامريكية الاسرائيلية الاردنية عند هذا الحد. منذ ايام والصحف الامريكية تتحدث ان 300 جندي أمريكي وصلوا الى المملكة الاردنية في مهمة حماية للحدود الشمالية مع سوريا، بحيث تكون هذه الدفعة مقدمة لوصول 20 ألف جندي أمريكي ، بالاضافة الى نشر صواريخ باتريوت على الحدود الاردنية تجنبا لهجمات متوقعة من الجيش السوري حسب زعمهم.
القوات الامريكية الواصلة إلى الحدود السورية الاردنية، هم جميعاً من العسكريين أصحاب قدرات عالية وقوات نخبة، وليسوا جنودا عاديين، فعدد منهم من الفرقة المدرعة الامريكية الأولى، وعدد أفرادها 15 الف جندي، وهي تتكون من 3 الوية اثنان دروع والثالث مشاة الية وهي من الفرق العريقة ليس في الجيش الامريكي فقط بل على مستوى العالم كله، الاستطلاع الميداني للواجهة السورية مع هذه الفرقة التي تملك 264 دبابة من نوع " ابرامز " وهي الاحدث في العالم ومعهم 132 ناقلة " برادلي "وهي الاقوى والاحدث في العالم. وآخرين منهم من رئاسة الاركان البرية في البنتاغون وهم هيئة ركن لتقدير الاحتياجات وصنع تقادير موقف لقيادة الجيش الامريكي . كما وصل عناصر من الفرقة الخاصة الامريكية 101 المحمولة جوا. ووحدات الباتريوت التي نشرت، وهي اربع وحدات من المانيا والكويت وقطر، ويذكر ان مخططهم تغطية 160كم من العمق السوري.
لماذا كل هذا الحشد العسكري الاميركي في الأردن؟
وأكدت مصادر لمراسل العهد أن القوات الامريكية المنتشرة على الحدود الاردنية، بدأت بنشر ونصب رادارات من مهمتها رصد أي تحرك عسكري في الجو او الارض، بالاضافة الى التصوير والتنصت على تحركات الجيش السوري، وامداد المجموعات المسلحة بتلك المعلومات.
إن التجهيزات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية على الحدود الأردنية السورية، هي فعليا خوفا من الصواريخ السورية، وحماية للكيان الاسرائيلي الذي سيشر أيضا نظام القبة الحديدة التي رصدت له ميزانيات ضخمة سيعمل في شمال الاردن، تحسباً لاطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه الكيان الاسرائيلي، ويبقى السؤال مطروحاً، لماذا كلما ضاق الخناق على الجماعات المسلحة على جميع المنافذ الحدودية التي كانت تؤمن للمسلحين الدعم و السلاح، نرى ذلك التحرك الامريكي الذي يراد منه ايصال رسالة سياسية وعسكرية، للدولة السورية ومحور المقاومة، بالإضافة إلى بث الطمأنينة في مفاصل الكيان الاسرائيلي الذي بدأ يستشعر مدى الخطر المحدق به، بعد الاعلان عن أن الرد الاستراتيجي السوري على غاراته، سيكون بفتح جبهة الجولان امام العمل المقاوم.
العهد
ما ان انجلت معركة الخامس من حزيران الفائت في القصير حتى بدت سوريا في هدنة قسرية، باستثناء محاولة المعارضة رفع معنويات عناصرها المنهارة، من خلال محاولة السيطرة على معبر القنيطرة.
حاول الكيان الاسرائيلي التعويض عن فقدانه أهم الممرات البرية، لتهريب السلاح والمسلحين والدعم اللوجستي في القصير، فلجأ الى تأمين التغطية المباشرة للمجموعات المسلحة للسيطرة على معبر القنيطرة. إلاّ أن الرد كان بالمرصاد، والنتيجة فشل من جديد.
ولعل ما أدلى به قائد ما يسمى ألوية الفرقان في القنيطرة محمد الخطيب خير دليل على العلاقة الحميمة. حيث شدد على أن الجماعات المسلحة لن تتوجه تجاه "إسرائيل" ولن يكون لها أي أعمال معادية تجاهها.
ما يثير الانتباه في الهجوم على معبر القنيطرة ايضاً أن هذا الهجوم يدل على ان المجموعات المسلحة أرادت السيطرة على المعبر لفتحه مع الكيان الاسرائيلي تمهيداً لما يسمى بالمنطقة العازلة أو الجدار الطيب بين المجموعات المسلحة وجبهة النصرة والكيان الاسرائيلي.
المجموعات المسلحة السورية واسرائيل والجدار الطيب بينهما
المجموعات المسلحة السورية واسرائيل والجدار الطيب بينهما
لم يكن هذا الحادث صدفة، بل هو استمرار لعمليات استراتيجية كانت قد بدأت منذ سيطرة المجموعات المسلحة على بلدة خربة غزال في ريف درعا، والتي تتمتع بموقع استراتيجي. دخول المجموعات المسلحة إلى تلك البلدة كان تحت الاشراف المباشر للاستخبارات الأردنية والإسرائيلية والأميركية عبر المجموعات المسلحة، في محاولة لتفريغ الجنوب السوري من الجيش ووسائل الاستطلاع والدفاع الجوي السوري، وتحويله إلى منطقة خارجة عن الدولة بعرض 50 كم بحيث يكون مجالها الجوي "الممر" الذي تعبره طائرات الكيان الإسرائيلية لقصف إيران والعودة عبره على نحو آمن.
عسكرياً، معروف أن أقصر خط بين القواعد الجوية الإسرائيلية وقلب إيران، بما في ذلك طهران وأصفهان، هو الذي يمر فوق منطقة حوران جنوب سوريا وفوق الأنبار العراقية، والذي لا يتجاوز طوله 1500 كم، ما يمكن الطائرات الإسرائيلية من تنفيذ مهمتها حتى دون الحاجة للتزود بالوقود جوا، لاسيما وأن العراق خال تماما من أي وسائط إنذار جوي مبكر أو وسائط دفاع جوي منذ سقوط النظام العراق السابق، حيث تستطيع طائرة F15قطع مسافة 5500 كم دون التزود بالوقود.
وتعتبر منطقة "حوران" العقبة الرئيسية على مسار هذا "الممر " أمام الطائرات الإسرائيلية، بالنظر لاحتوائه على ثلاث من كبريات محطات الاستطلاع والإنذار الجوي المبكر السوري ، فضلا عن بطاريات الصواريخ، تتوزع على "تل الحارة" و منطقة شرقي درعا.
لم تتوقف المحاولات الامريكية الاسرائيلية الاردنية عند هذا الحد. منذ ايام والصحف الامريكية تتحدث ان 300 جندي أمريكي وصلوا الى المملكة الاردنية في مهمة حماية للحدود الشمالية مع سوريا، بحيث تكون هذه الدفعة مقدمة لوصول 20 ألف جندي أمريكي ، بالاضافة الى نشر صواريخ باتريوت على الحدود الاردنية تجنبا لهجمات متوقعة من الجيش السوري حسب زعمهم.
القوات الامريكية الواصلة إلى الحدود السورية الاردنية، هم جميعاً من العسكريين أصحاب قدرات عالية وقوات نخبة، وليسوا جنودا عاديين، فعدد منهم من الفرقة المدرعة الامريكية الأولى، وعدد أفرادها 15 الف جندي، وهي تتكون من 3 الوية اثنان دروع والثالث مشاة الية وهي من الفرق العريقة ليس في الجيش الامريكي فقط بل على مستوى العالم كله، الاستطلاع الميداني للواجهة السورية مع هذه الفرقة التي تملك 264 دبابة من نوع " ابرامز " وهي الاحدث في العالم ومعهم 132 ناقلة " برادلي "وهي الاقوى والاحدث في العالم. وآخرين منهم من رئاسة الاركان البرية في البنتاغون وهم هيئة ركن لتقدير الاحتياجات وصنع تقادير موقف لقيادة الجيش الامريكي . كما وصل عناصر من الفرقة الخاصة الامريكية 101 المحمولة جوا. ووحدات الباتريوت التي نشرت، وهي اربع وحدات من المانيا والكويت وقطر، ويذكر ان مخططهم تغطية 160كم من العمق السوري.
لماذا كل هذا الحشد العسكري الاميركي في الأردن؟
وأكدت مصادر لمراسل العهد أن القوات الامريكية المنتشرة على الحدود الاردنية، بدأت بنشر ونصب رادارات من مهمتها رصد أي تحرك عسكري في الجو او الارض، بالاضافة الى التصوير والتنصت على تحركات الجيش السوري، وامداد المجموعات المسلحة بتلك المعلومات.
إن التجهيزات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية على الحدود الأردنية السورية، هي فعليا خوفا من الصواريخ السورية، وحماية للكيان الاسرائيلي الذي سيشر أيضا نظام القبة الحديدة التي رصدت له ميزانيات ضخمة سيعمل في شمال الاردن، تحسباً لاطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه الكيان الاسرائيلي، ويبقى السؤال مطروحاً، لماذا كلما ضاق الخناق على الجماعات المسلحة على جميع المنافذ الحدودية التي كانت تؤمن للمسلحين الدعم و السلاح، نرى ذلك التحرك الامريكي الذي يراد منه ايصال رسالة سياسية وعسكرية، للدولة السورية ومحور المقاومة، بالإضافة إلى بث الطمأنينة في مفاصل الكيان الاسرائيلي الذي بدأ يستشعر مدى الخطر المحدق به، بعد الاعلان عن أن الرد الاستراتيجي السوري على غاراته، سيكون بفتح جبهة الجولان امام العمل المقاوم.
العهد