![The danger Hezbollah poses above all resides in its demonstration beyond a doubt that the Arabs need not bend to Israel’s will and that ridding the region of this colonial menace is possible. (Photo: Haitham Moussawi)](http://english.al-akhbar.com/sites/default/files/imagecache/5cols/leading_images/8917187789041203.jpg)
The danger Hezbollah poses above all resides in its demonstration beyond a doubt that the Arabs need not bend to Israel’s will and that ridding the region of this colonial menace is possible. (Photo: Haitham Moussawi)
Once again, European countries have demonstrated their clear bias against the Arabs and their legitimate rights, at the top of which is the right to armed resistance to occupation.
Hezbollah’s actions do not warrant their inclusion on the EU list of terrorist organizations, even according to a large number of European politicians and human rights activists.
The European states are bothered by the resistance movement’s wide popular support and are hoping to find some way – aside from military means, which have failed – to bring Hezbollah to its knees.
They first resorted to a systematic media campaign to undermine the Resistance’s reputation, then turned to encouraging blatant sectarian incitement to demonize it and drown it in blood, only to end up criminalizing the party in the name of “international law.”
The European “democracies” have been loyal supporters of Israeli occupation and apartheid since the racist nation’s birth from the womb of Britain's Balfour Declaration. Their blind support for Zionism is firmly rooted in their guilt over the barbaric way they treated Jews during World War II.
The danger Hezbollah poses above all resides in its demonstration beyond a doubt that the Arabs need not bend to Israel’s will and that ridding the region of this colonial menace is possible. Through its actions, the Resistance exposed the cowardice and corruption of the system of Arab regimes who built their armies only to defend their thrones.
Hezbollah is a nationalist and Islamic resistance movement which fought the Zionist monster with faith and courage, while Israel is a Spartan society founded by way of terror and blood, and it knows no language other than warfare.
All efforts to domesticate Hezbollah have resulted in failure. The EU blacklisting has nothing to do with international law or justice, it is little more than an attempt to protect the oppressor from the wrath of the oppressed.
The problem with the European “democracies” is that they believe they are the standard for humanity and it is up to them to judge the actions of others, for only they are the source of those high ideals of freedom, justice and equality. They adamantly refuse to take responsibility for their role in the many social and political problems the people of the region are facing today.
But history moves on. Do the European foreign ministers who voted to blacklist Hezbollah recall how the Nazis used to designate the French Resistance? And did that prevent the Resistance from coming out on top in the end?
Ibrahim al-Amin is editor-in-chief of Al-Akhbar.
This article is an edited translation from the Arabic Edition.
المقاومة تنتصر دائماً
ابراهيم الأمين
مرّة أخرى، تظهر الدول الأوروبيّة انحيازها ضدّ العرب وضدّ حقوقهم المشروعة، وفي طليعتها حق المقاومة المسلّحة لتحرير الأرض واسترجاع الحقوق المسلوبة. فحزب الله لا تنطبق عليه مواصفات «الحركة الإرهابيّة»، باعتراف عدد كبير من الخبراء الحقوقيين والسياسيين الأوروبيين، وقوامها العنف الأعمى والمجاني والاعتداء على العزّل والأبرياء وارتكاب مختلف أشكال القتل والعنف العشوائي، وهو ما لم تثبته حتى إسرائيل نفسها ضد حزب الله.
ما يزعج أوروبا أن الحزب قوّة مقاومة التفّ حولها الجزء الأكبر من الرأي العام العربي التفافاً أثار رهبة عند العالم في تمّوز ٢٠٠٦. من يومها، يبحث الغرب برمّته عن وسائل لإخضاع الحزب بغير الوسائل العسكريّة التي فشلت كلها، وإن لم يتوقف العمل على تكرارها. يشنّ الغرب أبشع حرب تشويه وتزوير إعلاميّة ضخمة في أوروبا وفي الإعلام الخليجي، وطبعاً عبر نصب فخ الفتنة الذي من شأنه، إذا لم يتمّ تفاديه ببطولة جبّارة هي من شيم المقاومة، أن يغرق لبنان والمنطقة في بحر من الدماء، والحزب في رمال متحرّكة تحطم أسطورته وتكسر هالته وتنهك قواه وتقضي عليه…
بعد التزوير الإعلامي المنهجي عبر آلة كونيّة ضخمة تضخ لها الامكانات، وبعد نار الفتنة المذهبية التي لم تحقق هدفها حتّى الآن… جاء دور سلاح «الشرعيّة الدوليّة» التي تسعى إلى تجريم المقاومة وأبلستها شرعاً وقانوناً عبر إعلانها منظّمة إرهابيّة… ألم تكن منظمة التحرير الفلسطينيّة ذات يوم «إرهابيّة» أيضاً... ثم عندما قدمت التنازلات للكيان الصهيوني حصلت على بعض الغفران؟
«الديمقراطيّات» الغربيّة ترعى إسرائيل ومستمرة في انحيازها مع الظالم ضد المظلوم، منذ وعد بلفور حتّى الحرب على لبنان وعلى غزّة، مروراً بكل السياسات القمعيّة العنصريّة الاستيطانيّة المتواصلة. وهذه المنظومة لا تزال مسكونة بعقدة ذنب تاريخيّة تتعلّق بآثامها وبربريّتها في الحرب العالميّة الثانيّة بحق يهود أوروبا. ما يزعجها أن حزب الله قوّة ضاربة ضدّ احتلال فاجر هو رأس حربة الاستعمار الغربي في الشرق العربي، وضد إسرائيل التي لا تعرف العيش خارج الحرب والثقافة العسكريّة في محيط زرعت فيه قسراً. جاءت المقاومة الإسلاميّة وكسرت أسطورة التفوّق الاسرائيلي التي ساهمت في خلقها أنظمة عربية متخلفة، قامت ببطولات ومراجل لفظية، وبنت جيوشها لقمع شعوبها فقط، أنظمة فاسدة مستبدة عاجزة ومتواطئة طوال نصف قرن أعطت لإسرائيل فرصة التفوّق العسكري والانتصار في المعارك على شتّى الجبهات. حزب الله كسر هذه الأسطورة، وكان لا بد من أن يدفع الثمن…
حزب الله مقاومة وطنيّة وقوميّة وإسلاميّة تصدّت للوحش ببسالة وإيمان، فيما إسرائيل دولة عسكريّة اسبارطيّة تأسست على الإرهاب والمجازر، ولا تعرف إلا لغة السلاح. حزب الله عزز اقتناع المواطن العربي بأن المقاومة المسلّحة وحدها تعيد لشعوب المنطقة حقوقها، تلك المقاومة دجّنت وأجهضت وحشرت في أكثر من مكان (بدءاً بمنظمة التحرير بعد مدريد، وصولاً إلى «حماس» بعد وصول الإسلاميين الى الحكم ومساومتهم مع الوصاية الغربيّة على سلطتهم ونفوذهم: هذا العقد الشيطاني الذي لم يتحمّله الغرب أكثر من أشهر). لكن المقاومة المتمردة، والعصية على التدجين، تتجلّى اليوم في حزب الله الذي يشكّل قوّة إقليميّة ضاربة بوسعها أن تقف في وجه إسرائيل، وتقول لها: كلا، وتخلق توازن رعب لا يمكن التعاطي مع إسرائيل من خارجه، وحتى لمن يرغب في تسوية معها، فلا قدرة له على تحقيق هدفه من دون هذه المقاومة.
أوروبا دخلت الحرب (مرّة أخرى) إلى جانب إسرائيل. أعلنت الحرب ضدّ المقاومة لأسباب سياسيّة لا علاقة لها بالقوانين الدوليّة ولا بالعدالة…. اللهم إلا إذا اعتبرنا أن هذه وتلك وجدت لتحمي حقوق القوي وتساعده على إحكام قبضته على الضعيف، عدالة مزيّفة منحازة تخدم الأنظمة الاستعماريّة وتحكّمها في رقاب شعوب تفتقر إلى الخبز والحريّة والعدالة والعلم والتنمية المستديمة.
هل المؤسسات الدوليّة والقوانين الدوليّة وجدت لحماية المصالح الاستراتيجيّة للرجل الأبيض؟ الرجل الأبيض المصرّ على حماية الغطرسة الاسرائيلية الدمويّة، ومواصلة هيمنته على منطقتنا، وسرقة مواردها، واستغلال أهلها، وطمس ثقافاتها، وإغراقها بالقيم الاستهلاكيّة التي تأتي مع بضائعها، واستلاب حقوق شعوبها.
مشكلة «الديمقراطيّات» الأوروبيّة في كونها تحتكر، للرجل الابيض فقط، حق التمتع بقيم التحرّر والعدالة والتنوير ومقاومة الاحتلال، وأنها قيم لا تصلح لشعوبنا لأنّها تعرّض مصالحها للخطر. مشكلة «الديمقراطيّات» الغربيّة أنّها لم تتعلّم من أخطاء التاريخ القريب. مشكلتها أنّها ترفض الاعتراف بأنّها تتحمّل قسطاً عظيماً من المسؤوليّة عن فقر شعوبنا وقهرها وتخلّفها وانسحاقها تحت نير بنى اقتصاديّة طفيلية مرهونة لها، وبنى سياسيّة قمعيّة هي دائماً صديقة الغرب وتنال بركاته أو تعقد معه التسويات والصفقات!
التاريخ يسير إلى الأمام. هل يذكر وزراء الخارجيّة الأوروبيون الذين صوّتوا أمس على القرار كيف كانت النازيّة تصنّف المقاومة الفرنسيّة...؟ وهل منع ذلك المقاومة من الانتصار في آخر المطاف؟