Saudi Arabia asked the United States for additional time in Syria after agreeing with the “principle” of attending Geneva II on the condition that it is not held anytime soon, giving the lunatics running the kingdom an opportunity to tip the scales in the opposition’s favor.
The man running the show for the Saudi royals is their chief spook Bandar bin Sultan. He’s a man without a soul or conscience – his overwhelming desire is to get his way at any cost. When Bandar was given the Syria file a few months ago, he agreed with the Americans, French, and British intelligence services, and with the help of the Emirates and Jordan, to carry out the following steps:
– Radically restructure the Free Syrian Army and form a “national army,” to which France nominated the breakaway General Manaf Tlass as a possible commander. The Saudis did not even need to object, as a chorus disapproval rang out from the ranks of the opposition’s armed groups.
– Bandar agreed with the Americans to isolate those forces fighting under al-Qaeda’s banner, and in return, won Washington’s approval to get rid of the Muslim Brotherhood’s militias, in addition to armed groups working independently, who the Saudis saw as agents of Qatar and Turkey.
– Bandar also convinced the king of Jordan to permit the establishment of training camps near the Syrian border, along with safe passage for the fighters in and out of the kingdom. But Bandar did not come through on preventing the influx of al-Qaeda elements, which caused concern in the royal palace.
– The Saudi spy chief, in cooperation with Washington and Paris, is in the process of building up an army of 30,000 fighters, with many coming from the ranks of the “Army of Islam,” which is known to have ties to al-Qaeda’s al-Nusra Front.
– Bandar is also facilitating the arrival of large shipments of advanced weapons that commanders on the ground say will help them deflect the Syrian army’s advances. This includes rockets that will allow them to strike the heart of Damascus and Hezbollah areas in the Lebanese Bekaa and South.
– In Lebanon, the Saudi spy chief is looking to reconnect Lebanese areas, particularly in the North, to territory under the Syrian opposition’s control just across the border. In a place like Tripoli, this means making the city a no-go area for the Lebanese army, as well as the possibility of ethnically cleansing the Alawis of Jabal Mohsen.
So, the madness of the Saudi kingdom is reaching fever pitch, and it is remarkable that there are Lebanese parties more than willing to follow, helping Bandar and his ilk to wreak havoc on both Lebanon and Syria in the coming months, and possibly years, to come.
Ibrahim al-Amin is editor-in-chief of Al-Akhbar.
This article is an edited translation from the Arabic Edition.
ابراهيم الأمين
طلبت السعودية من الولايات المتحدة فرصة إضافية في سوريا، وافقت على «مبدأ» المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، لكنها اشترطت ما يدفع إلى عدم انعقاده قريباً، وهدفها الحصول على وقت إضافي للقيام بعمل عسكري ميداني كبير شمال سوريا وجنوبها، لتحقيق وضع ميداني يجعل مفاوضات جنيف أكثر «توازناً».
قبل شهور عدة تسلّمت السعودية الدفّة، وبرنامج بندر بن سلطان لا يقف عند حدود. لا همّ له بالناس والحساسيات والأوضاع الصعبة. رجل حقود، مريض، مهووس بالسيطرة مهما كلّف الأمر. وبعد مشاورات مع الاستخبارات الأميركية والبريطانية والفرنسية، وبمساعدة مباشرة من الأردن والإمارات العربية، وجد أن الحل يتطلّب خطوات عاجلة:
ـــ التخلص من «الجيش الحر»، بتركيبته الأخيرة، وكان الاتفاق على تشكيل «الجيش الوطني». وجدت فرنسا في العميد الفارّ مناف طلاس المرشح الأفضل لقيادة هذا الجيش. لم ترفض السعودية الاقتراح مباشرة، لكنها اتّكلت على ردود قاسية من الجماعات المسلحة على الأرض. وكان اللافت ما قاله قادة المجموعات في الرستن وحمص من أنهم سيقطعون رأس طلاس عندما يلتقون به للمرة الأولى.
ـــ تعهّد بندر للأميركيين والغربيين محاصرة القوى المنضوية تحت لواء تنظيم «القاعدة»، لكنه انتزع في المقابل عدم ممانعة التخلص من مجموعات «الإخوان المسلمين» والمجموعات المغرّدة لوحدها، التي يعتقد السعوديون أنها تُديرها الاستخبارات التركية والقطرية.
ـــ حصل بندر من الملك الأردني عبد الله على موافقة، ترجمت بخطوات لإقامة عدد من المعسكرات الرئيسية على الحدود الأردنية ـــ السورية، وتوفير ممرات آمنة لاستقبال آلاف المقاتلين، سواء عبر الحدود أو عبر المطار، وتأمين خط الذهاب والإياب. لكن بندر لم يفِ لملك الأردن بمنع رايات «القاعدة»، فشاهدها ملك الأردن قرب الحدود، وازداد قلقاً.
ـــ سعى بندر ولا يزال، بالتعاون مع الأميركيين والفرنسيين (الذين يزداد حقدهم والغباء يوماً بعد يوم عند قيادتهم)، لبناء جيش من 30 ألف مقاتل، بعضهم من «جيش الإسلام» المتوافق، بل المتصل، مع «جبهة النصرة»، وتبرير بندر للأميركيين والغربيين بأن هؤلاء سلفيون لكنهم لا يتبعون تنظيم «القاعدة»، وإذا تعاظم الخوف من «جبهة النصرة» فلا مانع لديها، كما لا مانع عند السعوديين وعند قائد «جيش الإسلام» زهران علوش، أن ينضووا جميعاً في «الجيش» المذكور.
ـــ يريد بندر نقل أسلحة حديثة ومتطورة، وخلال الأيام الماضية ارتفعت معنويات قادة مجموعات ميدانية تحدثوا عن وصول أسلحة كافية لصدّ هجمات الجيش السوري، وعن وصول أسلحة صاروخية تتيح لهم قصف دمشق بقوة وبعمق، كذلك قصف مناطق نفوذ حزب الله في البقاع والجنوب في لبنان.
ـــ يريد بندر طواعية تركية وقطرية كاملة، إلى جانب الولاء من جانب دولة الإمارات. في أنقرة خشية متعاظمة، ليس من انتشار «القاعدة» على حدودها مع سوريا، بل من كون بندر لا يريد لها أي دور، ويريد أن تبقى أبوابها وأراضيها مفتوحة للمجموعات المسلحة الآتية إلى سوريا. ويبدو أن تركيا، الخائفة والقلقة من الأكراد الآن، لا تزال مستجيبة لطلبات الغرب، وما قامت به ضد رجال السعودية اقتصر على إغلاق مراكز كانت تعمل باستقلالية، لكن مصارفها وشركاتها وأجهزتها الأمنية لا تزال منخرطة في الحرب ضد سوريا.
ـــ في قطر، انزعاج من فشل قيادة المرحلة الماضية، لكن ليس في قطر مَن يعتقد أو يظن بإمكانية التموضع الجديد. المسؤولون في قطر يعبّرون عن انزعاج إضافي من القيادة السعودية للمعركة، لكن أحداً في قطر لا يجرؤ على الادعاء أنه قادر على مخالفة رغبة السعودية، ولذلك يسعى القطريون إلى إشاعة مناخات مختلفة، وإلى تقليص بعض الدعم الذي لم يعد يذهب إلى جماعتهم مباشرة، لكنهم لا يزالون في قلب المعركة، سياسياً وإعلامياً وعسكرياً وأمنياً ومادياً.
ـــ في دولة الإمارات العربية، توزيع محدود للأدوار. يترك لإمارة دبي عدم قطع شعرة معاوية مع أحد، لضمان استمرار تدفق الأموال من جهة، وخشية تعريض الإمارة لنكسات أمنية لاحت بعض إشاراتها في الأجواء أخيراً. لكن حكومة أبو ظبي وحاكمها الفعلي محمد بن زايد ينخرطون كلياً في المعركة، في التمويل والتدريب والنقل والاتصالات وترتيب الخدمات على أنواعها. وهؤلاء يعتقدون أنهم يقدرون على مواجهة «الإخوان المسلمين» في كل المنطقة، وبعضهم واهم بالإمساك بمصر عبد الفتاح السيسي، ثم بسوريا. علماً أن أبو ظبي تستقبل منذ أيام ضيفاً مصرياً رفيعاً يناقشها في أمر سوريا، وينصحها باتخاذ هامش بعيد عن «الحقد السعودي» الأعمى.
ـــ في لبنان، يسعى بندر وأعوانه إلى فرض وقائع على الأرض تتيح إعادة وصل مناطق لبنانية بمناطق سورية، يجري العمل بقوة على حشد مقاتلين في الجرود المتصلة بجبال القلمون، ويجري العمل على الإمساك الكلي بطرابلس وعكار، وإخضاعهما لسلطة الميليشيات التابعة لتيار «المستقبل»، ومنع الدولة من التحرك هناك، بحجة أنها مناطق تخشى على نفسها من سوريا. ويسعى بندر إلى القيام بجرائم تتجاوز الاغتيالات القائمة ضد خصوم حلفائه، لتصل إلى حدود تهجير جبل محسن وأهله، وترويع المسيحيين ودفع الشيعة من المقيمين في طرابلس إلى مغادرتها سريعاً، وإلى خلق واقع سياسي وشعبي من النوع الذي يجعل الشمال قاعدة عمل جديدة ضد سوريا.
يبدو أن الجنون السعودي في ذروته، أو أنه في مرحلة متقدمة، وثمّة «غشاوة»، إنْ لم نقل أكثر، عند قوى وعند جمهور من اللبنانيين، تدفعه إلى الخضوع كلياً لأجندة هذا الجنون، وهو ما يفتح البلاد أمام احتمالات بشعة وقاسية، وخصوصاً أن الطرف المقابل، وإنْ ظلّ غير مبادر، وإنْ بقي عمله محصوراً في سياسات وقائية أو دفاعية، إلا أن الجنون يلامس أحياناً حدّ اللامعقول، فتكون النتيجة صداماً دامياً متنقّلاً.
أما في سوريا نفسها، فالمؤشرات تقود إلى استنتاجات مقلقة بشأن إمكان حصول تسوية سياسية قريباً. لا بل إن التشدد الظاهر في مواقف جميع الأطراف يعزز الفرضية القائلة بأن سوريا ستشهد في الأسابيع المقبلة المزيد من المواجهات القاسية، ما يعني المزيد من الدم والنار والدمار، وما يعني تعميق الجرح السوري الذي لا يمكن غير أهل سوريا مداواته، الآن أو بعد حين!
الاخبار