خطبة الجمعة - واقع سوريا اليوم يشهد بصدق رسول الله
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى. أما بعد فيا عباد الله:
إن في المسلمين اليوم من داخلتهم الريبة في صدق كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ وصف الشام بحديثين صحيحين أنها ستظل دار إيمان وأمن، لعل في الناس من قد يقول وقد داخلته الريبة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا: أين هو الأمن والأمان من هذه الحوادث التي بدأت ولمّا تنتهي، قامت ولما تقعد، هاهي ذي الفتن المدلهمة تطوف بنا وتحيط بنا من سائر الأنحاء، وأنا سأبين لكم في موقفي هذا، بالدقائق التي أرجو أن لا تطول ما يدل على أن هذا الحدث الذي تمر به سوريا إنما هو شاهد من أقوى الألسن الشاهدة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس الأمر كما يظن بعض الإخوة، ولكني ألفت النظر بادئ ذي بدء إلى أن لله عز وجل سنة ماضية في عباده جميعاً منذ بدء الخليقة، تتمثل هذه السنة التي أعلنها بيان الله عز وجل في الابتلاءات المستمرة التي قضى الله عز وجل أن يأخذ بها عباده، وهنالك حكمة باهرة لذلك ولكن الوقت يضيق عن بيانها ولعلنا نذكر ذلك في موقف آخر. ألم تقرؤوا قول الله عز وجل:
(لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ)
ألم تقرأوا قوله: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ) [البقرة: 155]
هذه السنّة ماضية في عباد الله عز وجل تصدق على الشام وغير الشام إلى أن تقوم الساعة، فإذا تجاوزنا هذا الجامع المشترك من السنّة الإلهية الماضية في عباد الله عز وجل فلنعلم أن الشام كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم تمتاز عن بقية البلاد والمجتمعات الأخرى بالأمن الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكّده بالإيمان الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكده. وها أنا ذا أضعكم أمام الأدلة الصادرة من هذه الشدة التي تحيط بنا أو تطوف بنا منذ حوالي عامين اثنين أو يزيد ربما، لسوف تجدون أن هذه الشدة دليل من الأدلة الكثيرة على هذا الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قبل نحو عامين عندما بدأت هذه الأزمة ثم تحولت إلى شيء من الشِّدة كنا نظن أنها ستنحسر عما قريب، إن هي إلا أشهر وستنحسر، ولكننا فوجئنا بأنها حرب عالمية معلنة على سوريا من قبل الغرب بشطريه الأوروبي والأمريكي تقودها المسيحية المتهودة، أجل تقودها المسيحية المتهودة، التي تنتظر مسيحها ذا العين الواحدة، نظرنا فوجدنا أن هذه الحرب العالمية يستخدم لها إخوة بل تستخدم لها أقاليم من شتى أطرافنا علن يمين وشمال ومن شرق وغرب، ونظرنا وإذا بهذه الحرب العالمية تستخدم لها لا أقول جيش بل جيوش من الأخلاط والأمشاج المرتزقة ذوي السوابق القابعين في سجونهم، أولئك الذين صنعتهم أمريكا الذين يسمون القاعدة وذيولها،
نظرنا فوجدنا أن الذين يستقدمون لتنفيذ هذه الحرب هم هذه الذيول والأمشاج. ونظرنا فوجدنا أن أطنان الأسلحة تستقدم وتقذف من شتى الأنحاء إلى هذا القطر السوري الذي وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الشام -وسوريا قلب في داخل الشام- بهذا الأمر.
فماذا كانت النتيجة؟ كان مجرموا الغرب يراهنون فيما بينهم أنها أشهر وستنحسر عن دويلات أربع متخاصمة صغيرة تحل محل دولة كان اسمها سوريا فما الذي آل إليه الأمر؟ ها هي ذي مدة تقارب بل ربما تزيد عن العامين الواقف في وجه هذا المد هذه الحرب العالمية التي وصفتها لكم بمستخدميها وبمنفذيها يقف في وجهها جيش واحد لدولة واحدة. وها هو هذا الجيش يمزق رهان هؤلاء الغربيين شر ممزق، ها هي ذي هذه الدولة ننظر إليها اليوم فإذا هي أرسخ وجوداً، وإذا هي أثبت دعائماً، لم يحتج جنود هذا الجيش قاطبة إلى الاستعانة بأحد إلا إلى واحد لا ثاني له، هو الله سبحانه وتعالى. جيشنا هذا كما قد قلت بالأمس يتمتع بالبسالة، ولكنها بسالة آتية من عند الله عز وجل إنها البسالة التي عبر عنها بيان الله عز وجل بقوله:
(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) [التوبة: 14]
أجل إنها لبسالة على الرغم ممن يضيق ذرعاً بهذه الكلمة، هي بسالة، ولكنها بسالة آتية من عند قيوم السموات والأرض جل جلاله، كيف!! كيف يتأتى لحرب عالمية تلتقي عليها دول البغي العالمي أجمع وتجنَّد لها الأقاليم المحيطة بنا جمعاء وترسَل لتنفيذها الجنود المجندة من شتى أطراف العالم وتسلَّح بأعتى الأسلحة بأطنان من الأسلحة المتنوعة ومع ذلك يمر ما يقارب العامين وها هي سوريا لا تزال رابضة على أرضها ولا تزال راسخة في مستقرها! أليس هذا شاهداً ينطق بصدق كلام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟!
الدليل الثاني أرضنا المباركة هذه، هل بخلت يا عباد الله خلال هذين العامين بشيء من رزقها؟ أقواتها؟ خضرتها؟ فاكهتها؟ هل ضنت بشيء من قمحها؟ هل ضنت بشيء من زيتها وزيتونها؟ هل ضنت بشيء من قطنها؟ إن ذهب أي واحد منكم يجوب في أسواق دمشق أو غير دمشق ما الذي يجد في أسواق الفاكهة والخضر؟ يجد هذه الأسواق تعج بكل أنواع الفاكهة، بكل أنواع الخضرة الطازجة، لم تُستقدم من أرض غير هذه الأرض، إنما استنبتت واقتلعت من أرضنا المباركة هذه، وإنك لتنظر فتجد أن هذه الأسواق تعج بكل هذه الأرزاق المتنوعة وهي تتألق أمام الأبصار، وتنظر فتجد عباد الله سبحانه وتعالى يبتاعون الرزق من هنا وهنا وهناك، أليس هذا دليلاً آخر على هذا الذي أقوله لكم؟ على صدق كلام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟
الموظفون في الدولة، هل فيهم من لا يتقاضى خلال الأسبوع الأول من استحقاقه - منذ العامين الذين سبقا إلى اليوم - هل فيهم من لا يتقاضى استحقاقه خلال الأسبوع الأول من استحقاق نقده لمرتبه هذا؟ هل في العاملين في الدولة والمستأجرين فيها من قيل لهم اذهبوا ولا تعودوا لأن الدولة عاجزة عن أن تصرف لكم أجوركم للأزمة التي تعرفونها؟ هل هناك واحد قيل له هذا الكلام؟ وأنتم تعلمون يا عباد الله أن في الدول المجاورة لنا دول تتجاهل مرتبات موظفيها لأزمة بسيطة تمر مر الكرام ثم تنقضي، تتلبث مرتباتهم وتتوقف ما يزيد على شهر وتقوم المسيرات والاستنكارات، ولو شئت لذكرت لكم أسماء. لكن ها هي ذي سوريا التي لم تُمنى دولة في العالم بحرب عالمية كما مُنيت هي اليوم بمثلها، هل عاملت موظفيها هل عاملت عمالها ومستأجريها بشيء من هذا التجاهل؟! هذا دليل ثالث على صدق كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ستظل دار أمن وإيمان.
لعل في الناس من قد يقول: فما تقول إذاً عن الأسر التي هُجرت من مساكنها وبيوتها ولم تستقبلها إلا الخيام خارج هذا الوطن ولم تجد أمامها إلا الظلم والإجحاف؟ أليس هذا مما يناقض كلام رسول الله؟ وأقول في الجواب: الجواب ليس من عندي، يجيبكم كلام الله القائل:
(قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ)
أجل اقرؤوا هذا الكلام في سياقه وسباقه تعلمون الجواب عن هذا السؤال، الأمن موجود والأمان موجود كما قال رسول الله وهو الصادق المصدوق، ولكننا نحن أو فينا من شاء أن يمزق طرفاً أو جزءاً من هذا الأمن والأمان. البيوت المغلقة في دمشق وفي المدن الأخرى تُعد بالآلاف، أغلقها أصحابها ومضوا لينتجعوا الراحة، ولينتجعوا الأمن والطمأنينة خارج هذه الأرض، بعيداً عن الاشتراك في سراءه وضراءه، منتظرين نهاية الأزمة ليعودوا، تُرى لو أن هذه البيوت - التي تعد بالآلاف - لو فُتحت لهؤلاء الأخوة الذي شُردوا لأمد يسير من بيوتهم ولو استقبلهم أصحاب هذه البيوت كما استقبل الأنصار بالأمس المهاجرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفكان لهذا البلاء أن يعلن عن نفسه؟ أفكان لهؤلاء الذي شُرّدوا عن دورهم أن يلتجئوا إلى خيام لم يجدوا فيها إلا السوء والظلم؟ لا يا عباد الله، وإنني لأقول وكم وكم أود أن كلمتي هذه تصل إلى أسماع أصحاب هذه البيوت المترفة، ما ضركم لو أنكم أعدتم في سلوكم وواقعكم سيرة الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! أولئك الذي استقبلوا المهاجرين من أهل مكة، خالطوهم في بيوتهم، أشركوهم في أموالهم، لم يقصروا في أي معنى من معاني الأخوة وتبادل المعونة قدموها إليهم، ما ضر لو أنكم - وأنتم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم - أعدتم بسلوككم لفترة لفترة معينة سيرة الأنصار من أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم ؟! لكنهم لم يفعلوا، أغلقوا الدور وذهبوا ينتجعون الراحة ولم يبالوا بهؤلاء، إذاً الجواب عرفتموه أيها الأخوة.
(قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ)
(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ)
نعم وهنالك من قد يقول: والوقود الذي يختبئ ويختفي أمداً طويلاً ثم يظهر لمددٍ بسيطة، والخبز الذي يختفي عن المخابز، أليس هذا دليلاً على فقدان الأمن والأمان؟ مرة أخرى يجيبكم بيان الله القائل (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ)، ما الذي أخفى الوقود الغاز وأمثاله؟ إنهم تجار الأزمات، إنهم أولئك الذين يلتقطون الأموال التي يبتغونها من الدمن، يلتقطون ما يريدون أن يملؤوا به جيوبهم وصناديقهم من حاجات المضطرين، من جوع الجائعين، من بؤس البائسين، وأنتم تعلمون التفاصيل، وتعلمون أن هذا الجشع الدنيء لو لم يوجد لما وجد هذا الذي يحتج به المحتجون ولما كان سبباً في الريب يسري إلى قلوب أحد من أمة حبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم. إذاً أليس هذا - وهو موجز من القول - دليلاً ناطقاً بل مؤكداً على صدق رسول الله القائل أن الشام ستظل دار أمن وإيمان في حديثين صحيحيين. بل إني لأقول لكم شيئاً، أن هذا الكرب الذي يطوف بنا في الظاهر هو كرب ينال بحسب الظاهر هذا القطر ومن فيه، لكنني متأكد أن هذا الكرب يطوف - بالحقيقة - بأولئك الذين أُرسلوا إلينا ليواجهوا آجالهم فوق هذه الأرض المباركة، الكرب يطوف بهم، ألم تسمعوا كلام رسول الله في حديث صحيح يرويه أبو يعلى في مسنده والإمام أحمد في مسنده والطبراني في معجمه (أهل الشام سوط الله في أرضه، يضرب به من شاء من عباده، ولن يظهر منافقوا الشام على مؤمنيها، وحرام على منافقيها أن يموتوا إلا هماً وغماً وغيظاً) هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث صحيح ورواته ثقات، (أهل الشام سوط الله سبحانه وتعالى في أرضه) في أرض الشام، يضرب الباري سبحانه وتعالى بهذا السوط من شاء من عباده ليهلكهم ليربيهم، أليس هذا هو الذي يجري اليوم؟! قيل لهؤلاء المرتزقة اذهبوا إلى الشام، قالوها بالقصد الذي يطوف برؤوسهم، وسخّرَهم الله عز وجل قولاً وفعلاً تنفيذا لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه سوط الشام، إنه سوط الشام يا عباد الله، وها وأنتم ترون مصداق ذلك، لو أن وسائل الإعلام أعلنت - ولأمر ما لا تعلن الإحصاء - لعلمتم أن عشرات الآلاف بل ربما أكثر واجهوا آجالهم فوق هذه الأرض، ولعلمتم مصداق كلام الله عز وجل:
(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) [التوبة: 14]
بقي أن أقول شيئاً واحداً لهؤلاء الأخوة الذين اجتهدوا فانشقوا ثم اجتهدوا فتسلحوا، أقول لهم اجتهدتم وهذا ظني بكم والمجتهد مثاب على كل حال، ولكن ألا ترون أن الأمر انحسر عن حقيقته، وأن المسألة لم تعد مسألة اجتهادية، أصبحت الحقيقة ماثلة لكل ذي عينين يا عباد الله، إنها حرب معلنة من قبل مجرمي الغرب بشطريه الأمريكي والأوروبي كما قد ذكرت لكم، وإنها لتتم بقيادة المسيحيين المتهودين وبتخطيط سابقٍ سابقٍ من إسرائيل، وها أنتم ترون أن أرضنا المباركة هذه قد امتلأت بأمشاج آخرين من غيركم، ولو استقر بهم المقام لكنتم أول من يقتلونهم، لكنتم أول الأعداء الذين يتربصون بهم، فعودوا، دخلتم في اجتهاد وأسأل الله أن يثيبكم عليه، عودوا من هذا الاجتهاد بعد أن طوي معنى الاجتهاد منه وتبينت الحقيقة، عودوا إلى إخوانكم، عودوا فاصطلحوا مع أمتكم قادةً وجيشاً وشعباً، عودوا فقفوا مع إخوانكم جميعاً في موقف واحد ضد ماذا؟ ضد هذه الحرب الكافرة المعلنة من قبل المسيحيين المتهودين انتظاراً لظهور المسيح، مسيحهم ذي العين الواحدة، لأنهم يقولون أن مسيحهم لا يظهر إلا على أعقاب حرب عالمية تطوف بالعالم العربي والإسلامي، هكذا يقولون، علمتم ذلك، عودوا، عودوا إلى إخوانكم فاصطلحوا معهم، وسيروا على النهج الذي يرضي الله سبحانه وتعالى.
ولكني أعود فأقول مرة أخرى كما قلت في الأسبوع الماضي، وإنه لقول يجب أن لا يفتر لساني عنه ويجب على جيشنا ألا ينساه، متعكم الله بالبسالة لا بقوة ذاتية من عندكم، بل بمكرمة من الله تنزلت إليكم تصديقاً لكلام رسول الله القائل أن الشام ستظل دار أمن وإيمان وأمان، فتوجوا هذه البسالة توجوها كما قلت لكم باصطلاح مع الله، وإني لأرجو أن تبلغ كلمتي هذه القلبية النابعة من حب، النابعة من الإخلاص لهذه الأرض المباركة ولكل من فيها، اصطلحوا مع الله، مدوا يد التوبة إلى الله، كونوا أول من يضرب المثل بالسير على صراط الله، بالانجلاء عن نواهي الله عز وجل، كونوا أول من يشتم عبق الجنة من خلال طرق باب الشهادة، اضربوا المثل بهذا، واذكروا ولا تنسوا كلام الله القائل:
(وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء - اسمعوا بل أحياء أحياء - عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [آل عمران: 169]
وإنها لحياة حقيقية، لكن من؟ هم الذين يسيرون في الطريق إلى الشهادة عبر شرع الله، من خلال تنفيذ أوامر الله، من خلال معرفة دين الله، من خلال التمسك بسنة رسول الله، وليست الشهادة تلك التي يغمض بعض الناس أعينهم بحثاً عنها من خلال الحور العين، بحثاً عنها من خلال الأدمغة التي غسلت ثم غسلت ثم غسلت دون أن يعرفوا شيئاً عن الإسلام، دون أن يعرفوا شيئاً عن سيرة سول الله، دون أن يعرفوا شيئاً عن ضوابط الجهاد، دون أن يعرفوا شيئاً عن أدبيات الجهاد، لا، لا، جيشنا وجيوش أمتنا العربية والإسلامية ما ينبغي أن تبقى في هذه الورطة لا ينبغي أن تبقى في هذا المستنقع، نقرع باب الجهاد بالانضباط بشرع الله، نسير في الطريق إلى الاستشهاد عن طريق الانضباط بأوامر الله، عن طريق تطبيق وصايا رسول الله، هكذا ينبغي أن نكون، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
|