Quantcast
Channel: Respect: SALAM ALQUDS ALAYKUM – سلام القدس عليكم
Viewing all articles
Browse latest Browse all 27504

الجولان أوّل فاتورة تُدفع من الحساب السوري

$
0
0

الجولان أوّل فاتورة تُدفع من الحساب السوري



‏الإثنين‏، 10‏ حزيران‏، 2013

أوقات الشام

جوني منير
صحيح أن التطورات العسكرية في الجزء الشمالي من سوريا وتحديداً في محافظتَي حمص وحلب تستحوذ على اهتمام استثنائي نظراً لأهميّتها وللنتائج الكبيرة التي تفرضها على الصراع الدائر منذ حوالى السنتين وأربعة أشهر، إلّا انّ ثمّة مؤشرات أخرى لا تقلّ أهمية وخطورة تحصل في الجزء الجنوبي لسوريا، وتحديداً في الجولان.
فتح الستار الذي تؤمّنه اهوال الحرب والمجازر وزوال مناطق، على تسلّل اسرائيل بكثير من الحذر للنفاذ الى واقع جديد باعتبار ان الظرف الحاصل يشكّل فرصة ذهبية لتحقيقه.
ففي الوقت الذي كانت فيه قرقعة السلاح هي السائدة في القُصير ودوي المدافع يصمّ الآذان، كان سكان المستعمرات الإسرائيلية الشمالية يشرعون في تأهيل الملاجئ وفي إعادة تحديث خطط الطوارئ الموضوعة لحالات الحرب والمواجهات العسكرية.
صحيح أن لهذه الخطوة ما يبرّرها بعد الاحتكاكات التي شهدتها خطوط المواجهة "البراءة"، لا بل إنها تستند الى خلفيات أكثر خبثاً ومكراً.
ذلك ان الاوضاع السورية لا تبدو صالحة للقيام بفتح حرب تهدّد اسرائيل. فلماذا إذاً باشرت القيادة العسكرية الإسرائيلية القيام بتدريبات عسكرية لقوّاتها المنتشرة في تلك المنطقة؟
وفي دليل واضح على ذلك ان القيادة العسكرية السورية إضطرت لإجراء تعديلات جوهرية على قوّاتها المنتشرة في الجولان حيث أمرت باستدعاء بعض قوّاتها من الجولان الى محيط دمشق، للدفاع عن العاصمة يومَ تصاعد الكلام عن قرب تنفيذ "معركة دمشق".
في المقابل، بدت العلاقة بين إسرائيل ومجموعات المعارضة في طور النموّ إيجاباً وهو ما دفع بإسرائيل الى فتح حدودها امام جرحى المعارضين، إضافة الى نسج علاقات تعاون هادئة في بعض الجوانب.والواضح أن اسرائيل تخفي وراء خطواتها "الإنسانية" غايات واهداف سياسيّة كبيرة وعلى طريقة تكرار التجربة اللبنانية في بعض مراحلها.
من هنا لا يمكن النظر ببساطة الى الاستهدافات المتكرّرة التي تعرّضت لها قوات الطوارئ الدولية (اندوف) المرابطة في الجولان والبالغ عديدها زهاء الـ 1200 عنصر. هذه الاستهدافات التي تنوّعت بين اختطاف جنود من التابعية الفيليبينية وإطلاق نار واحتكاكات مختلفة.
يومها لوّحت الفليبين بسحب جنودها قبل أن تبادر النمسا الى إعلان موقف اكثر صراحة في هذا الاتجاه. وهو ما يعني بتعبير أوضح ان "سيناريو" الأحداث في الجولان يتجه الى "ترحيل" قوّات الأندوف، تمهيداً لإنشاء واقع جديد آخر تسعى إليه اسرائيل.
ذلك انّ قائد المنطقة الشمالية العسكرية الاسرائيلية يائير غولان، اشار بوضوح الى نيّة بلاده إنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي السورية. او بتعبيرٍ اكثر دقة، فإنّ اسرائيل تسعى لاقتطاع مساحة واسعة داخل الاراضي السورية تحت عنوان "منطقة عازلة" تشكل لها عمقاً امنيّاً يضمّ مرتفعات الجولان الإستراتيجية ومنابع المياه التي طالما سعت للإستيلاء عليها، والإقتراب اكثر في اتجاه العاصمة دمشق ما يجعلها مكشوفة عسكرياً.
ومن هذه الزاوية، يتضح اكثر فاكثر المهمة التي سيجري ايكالها للمجموعة الجاري تدريبها في الاردن على يد الاميركيين والتي تضمّ ما بين سبعة الى ثمانية آلاف عنصر ايْ "جيش لبنان جنوبي" جديد ولكن بصيغة سورية.
وبذلك أيضاً، تصبح مهمّة الألفي عنصر أميركي في الأردن اكثر وضوحاً. ذلك أن إدخال الجيش الاسرائيلي مباشرة الى الأراضي السورية، انما يحتوي على مخاطر كثيرة وعاصفة من الاحتجاجات ستنخرط فيها حتى أكثر الدول العربية عداءً للنظام السوري.
اما الدخول "المقنّع" من خلال مجموعة عسكرية "صديقة" تعمل تحت الإشراف الأميركي المباشر، فإنها ستبقى مسألة مقبولة لا تثير ايّ اعتراضات خارجية. وفي الإطار عينه لا بدّ من الاشارة الى ارتفاع مستوى التنسيق و"التناغم"، لا بل التكامل بين واشنطن وتل أبيب في الفترة الأخيرة.
وخلال الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الأميركي الى اسرائيل اصطحب وزير الدفاع الاسرائيلي نظيره الاميركي في جولة بالمروحية العسكرية فوق الجولان. يومها لم يكن واضحاً تماماً اسباب هذه الجولة والتي شارك فيها خبراء عسكريون من الجانبين.
لكن، مع تطوّر الأحداث في الجولان بدت الامور أكثر وضوحاً. ولهذا السبب تحديداً، بادرت موسكو الى الإعلان عن استعدادها لملء ايّ فراغ ناجم عن انسحاب الدول المعنية من قوات الأندوف. وتحاول القيادة الروسية بذلك قطع الطريق على التمدّد العسكري الإسرائيلي والأميركي جنوب سوريا. ومن المنطقي التكهن مسبقاً برفض إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية للعرض الروسي.
لكنّ العقبة الأهم، فإنها تمثلت بإعلان "حزب الله" ومعه القيادة السورية بالشروع في ترتيب التدريبات المطلوبة لإنشاء "مقاومة" بنسخة سورية في الجولان.
وتحدّثت مصادر ديبلوماسية اميركية في هذا الاطار عن إنشاء "حزب الله" مراكز للتدريب على حرب العصابات بالقرب من دمشق مهمتها الجولان.
ووفق أسبوعية "دبليو ان دي بوليتيكس" الأميركية، فإن هذه المعسكرات تضمّ مجموعات فلسطينية وأخرى من القوات الخاصة السورية.
وبذلك يكون "حزب الله" بما يمثل ومن يمثل، يلوّح بتكرار تجربة جنوب لبنان في حال الشروع بهذا التغيير الجاري التحضير له، وبتوسيع التأثير الإيراني على إسرائيل من لبنان الى الجولان.
في سوريا حرب عنيفة لا بل مدمّرة ودماء كثيرة تسيل ومشاريع كبرى تجرى حياكتها وسط تضارب في المصالح لقوى اقليمية ودولية. واذا كان صحيحاً أنه عند "تغيير الدول احفظ رأسك" إلّا انّ الاكثر صحة أنه في احوال كهذه لا مجال للخطأ في الحسابات.

الجمهورية

Viewing all articles
Browse latest Browse all 27504

Trending Articles